19 Jul 2018 | Global Journalist (Arabic), Journalism Toolbox Arabic
[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=””][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]

Sevgi Akarçeşme
[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]
رغم كل شيء، لا يزال عبد العزيز محمد الصبري يبتسم. لكنه لا يستطيع ان لا يشعر بالاكتئاب عندما يرى الصور التي التقطت له قبل بضعة أشهر، والتي يظهر فيها وهو يحمل عدسة كاميراته أو يقوم بتثبيت كاميرا فيديو على حاملها الثلاثي القوائم: “لقد صادرها الحوثيون مني. صادروا كل المعدات التي كنت أملكها. حتى لو أردت الاستمرار في العمل، فلن أكون قادرا على ذلك”، يقول صبري.
صبري هو صحافيّ ومخرج ومصوّر يمني من تعز، المدينة التي شكّلت لفترة وجيزة الجبهة الأكثر دموية في الحرب الاهلية الدائرة في البلاد. وقد عمل صبري في أخطر النقاط الساخنة، حيث قام بتزويد وسائل الإعلام الدولية مثل رويترز و سكاي نيوز بالمواد الصحفية والصور الأصلية من جبهات القتال. “لقد أحببت دائما العمل في الحقل”، يقول صبري، ويضيف: “لقد قمت بعمل جيّد ومثمر حقّا منذ بداية ثورة 2011 “.
منذ بداية الحرب، تدهورت بيئة عمل الصحفيين اليمنيين بشكل مضطرد. على سبيل المثال، خضع الصحفي المخضرم يحيى عبد الرقيب الجبيحي لمحاكمة مغلقة حكمت عليه بالإعدام بعد أن نشر مقالات تنتقد المتمرّدين الحوثيين في اليمن. وقد اختفى العديد من الصحفيين أو تم اعتقالهم، وأغلقت وسائل إعلام عديدة، في خلال السنوات القليلة الماضية.
بحسب صبري، “يواجه قطاع الإعلام وأولئك (الصحفيون) الذين يعملون في اليمن آلة حرب تقوم بسدّ كل الأبواب في وجوهنا، فهي تسيطر على جميع المكاتب المحلية والدولية لوسائل الإعلام. طالت الهجمات والاعتداءات ضدنا 80 بالمئة من الأشخاص الذين يعملون في هذه المهن، من دون أن نشمل الصحفيين الذين قتلوا، كما سجّلت 160 حالة اعتداء وهجوم واختطاف مختلفة. واضطر العديد من الصحافيين إلى مغادرة البلاد للنفاذ بحياتهم مثل صديقي العزيز حمدان البكري الذي كان يعمل لقناة الجزيرة في تعز “.
بعد وقت قصير من اقتحام الشرطة التركية مرتدية معدات مكافحة الشغب مقر مجموعة زمان للإعلام في ٤ مارس / آذار ٢٠١٦ ، رأت سيفجي أكارجشمي أنه لم يكن أمامها سوى خيارين.
امّا أن تصبح أكارجشمي ، رئيسة تحرير صحيفة “تودايز زمان”، وهي أكبر صحيفة يومية تصدر باللغة الإنجليزية في البلاد ، صحفية موالية للحكومة وتمضي أيامها في نشر مقالات تشيد بنظام الرئيس رجب طيب أردوغان الممعن في السلطوية، أو يمكنها الهروب من البلاد وانتقاد النظام من المنفى. بعد أقل من ٤٨ ساعة، كانت أكارجشمي تستقل طائرة متجهة إلى بروكسل هرباً من الاعتقال والسجن.
“لم أكن أرغب في التحول إلى صحافية مؤيدة للحكومة وأن افقد نزاهتي” ، كما تقول في مقابلة أجرتها مع غلوبال جورناليست. “لقد فقدت كل شيء ، ولكن ليس نزاهتي.”
أتى استيلاء الحكومة على مجموعة زمان ، وهي شركة إعلامية متعاطفة مع حركة المعارضة بقيادة رجل الدين المنفي فتح الله غولن ، قبل شهرين من الحملة الواسعة النطاق ضد وسائل الإعلام والمجتمع المدني في أعقاب الانقلاب الفاشل ضد أردوغان. في عام ٢٠١٦ ، اعتقلت تركيا أكثر من ١٤٠ صحفي فيما فقد مئات آخرين وظائفهم ، وفقا لتقرير حقوق الإنسان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية. تم توجيه تهم إلى ما يقرب من ٤٠٠٠ شخص بسبب إهانة الرئيس أو رئيس الوزراء أو مؤسسات الدولة. وفقًا للجنة حماية الصحفيين ، كانت تركيا تحتجز ٧٣ صحفي في السجن في ديسمبر ٢٠١٧ – وهو أكبر عدد للصحفيين المسجونين في العالم.
وفي الواقع ، حتى في وقت مغادرة أكارجشمي للبلاد ، كانت إدارة أردوغان قد حولت بالفعل الطبعة التركية من “زمان” إلى بوق مؤيد للحكومة.
ولكن حتى قبل اقتحام مكاتب شركة زمان ، واجهت أكارجشمي ضغوطا قانونية من الحكومة. في أوائل عام ٢٠١٥ ، تم تقديمها للمحاكمة بتهمة “إهانة” رئيس الوزراء آنذاك أحمد داود أوغلو في تغريدة اتهمت فيها داود أوغلو بالتغطية على فضيحة فساد تورط فيها أقرباء لكبار المسؤولين.
لكن لم يصبح من الواضح أن حكومة أردوغان لن تتسامح مع الإعلام المستقل حتى إغلاق زمان في عام ٢٠١٦. وحتى بعد أن غادرت أكارجشمي إلى بلجيكا ، استمرت الحكومة التركية في اتخاذ إجراءات عقابية ضدها ، حيث داهمت شقتها في اسطنبول وألغت جواز سفرها. قضت أكارجشمي ، التي تبلغ الآن ٣٩ عامًا ، أكثر من عام في بلجيكا قبل مجيئها إلى الولايات المتحدة في مايو ٢٠١٧. وهي تعيش الآن في الولايات المتحدة ، حيث تعمل كصحفية مستقلة وتبحث عن وظيفة بدوام كامل ، وتحدثت مع ليلي كوزاك من غلوبال جورناليست عن منفاها.
غلوبال جورناليست: كيف انتهى الأمر بك بترك تركيا؟
أكارجشمي : كما يمكنك أن تتخيلين ، إنها قصة طويلة لأن تركيا لم تصبح ديكتاتورية بين عشية وضحاها. مثل كل شيء آخر ، كانت عملية تدريجية. كانت عملية سريعة ، ولكنها لا تزال تدريجية. كان التاريخ ٦ مارس ٢٠١٦ [عندما] غادرت اسطنبول فجأة. قبل يومين من رحيلي ، استولت الحكومة بقيادة أردوغان على صحيفتنا بتهم ، بالطبع سخيفة ، حول الإرهاب ودعم الإرهاب. ولأنني كنت المدير التنفيذي الأول لصحيفة “تودايز زمان” اليومية الإنجليزية ، كنت أعرف أنها مسألة وقت قبل ان تقوم الحكومة بملاحقتي أيضًا.
قبل أربعة أشهر من ذلك ، في ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٥ ، تلقيت عقوبة [بالسجن] مع وفق التنفيذ بسبب تغريدات لي. في الواقع ، لم تكن حتى تغريداتي الخاصة بل كانت بعض التعليقات التي وضعت تحت تغريدة لي. رفع رئيس الوزراء في ذلك الوقت دعوى ضدي، وتلقيت حكما بالسجن مع وقف التنفيذ. لذلك كان هناك بالفعل اضطهاد ، وكنت أعرف أن تركيا لم يكن لديها سجل حريات جيد فيما يتعلق بالصحافة. ولكن كان الأمر يزداد سوءًا، واستهدفت الحكومة بشكل أساسي مجموعتنا الإعلامية. كان من الواضح تقريبا أنها ستكون مسألة وقت.
ان قرار مغادرة بلدك بحقيبتين فقط صعبا…وخاصة أنه فجأة ودون إبلاغ أي شخص لأنه قد يتم إيقافك على الحدود. تم حظر الكثير من الناس من السفر إلى الخارج. لذلك كنت متوترة وخائفة من أن يتم منعي من السفر للخارج ، لكن لحسن الحظ ، تمكنت من المغادرة. بالنظر الى الخلف، أدركت أنه كان أفضل قرار اتخذته في حياتي لأنني كنت سأكون في السجن الآن ، مثلي مثل زملائي.
غلوبال جورناليست: هل تلقيتم تهديدات شخصيا؟
أكارجشمي : نعم عبر وسائل الإعلام الاجتماعية. مثل زملائي توقفت عن التغريد باللغة التركية، أنا فقط أغرد باللغة الإنجليزية من وقت لآخر. يمكن لأي ناقد أن يخبرك أن جيشًا من المتصيدين يستهدفك ويضايقك.
غلوبال جورناليست: كيف توصلت إلى استنتاج أنه يجب عليك المغادرة؟
أكارجشمي : كان قراراً فجائيا جدا. في اليومين بين مداهمة الشرطة [٤ مارس ٢٠١٦] ومغادرتي، تحدثت فقط إلى [عبد الحميد بيليسي] ، رئيس تحرير المجموعة الإعلامية الأكبر. كما تم فصله من وظيفته، وكان أيضا في خطر. لكنه لم يرغب في المغادرة على الفور. كان يعتقد أنه بحاجة إلى البقاء لدعم الصحفيين المبتدئين. لكنني شعرت أنه في حال تم اعتقالي ، لم اكن سأتحمل ظروف السجن في تركيا. قلت لنفسي أنه يجب علي المغادرة.
لذلك كنت متوترة جداً في المطار لأنني لم أكن أعرف ما إذا كان جواز سفري قد ألغي. لقد كانت لحظة لا تنسى أنا فقط أتذكر المشي عبر الجمارك وشبابيك الهجرة والشعور بالقلق الشديد. كان الأمر مضحكًا لأنني كنت مجرد صحفية. كنت أعرف أنني لم أرتكب أي جريمة، لكنني أدركت أن ذلك لم يكن كافيًا لإنقاذي من اضطهاد محتمل أو منع سفري. لقد شعرت بالارتياح عندما هبطنا في بروكسل.
في يوليو / تموز ، عندما غادرت بلجيكا وكنت في طريقي إلى الولايات المتحدة ، أُخرجت من الطائرة لأنني أخبرت أن جواز سفري غير صالح. فلقد حدث ما أخشاه بالفعل، ولكن لحسن الحظ حدث ذلك بعد أن غادرت تركيا.
غلوبال جورناليست كيف شعرت بعد اضطرارك لمغادرة تركيا بغتة؟
أكارجشمي : كان شعور كبير بالاضطراب. أنت تشعرين بنوع من الوحشة من بلدك. في اليوم الذي قررت فيه المغادرة ، شعرت بالفعل أن تركيا كانت حالة ميؤوس منها ولم يكن هناك مستقبل لي في تركيا. على مدى العامين الماضيين ، كنت أشعر بخيبة أمل شديدة [من] بلدي ومجتمعي الأصلي لأن [الناس] ظلوا صامتين في مواجهة الاضطهاد. حتى أنهم كانوا يدعمون أردوغان.
لذلك أشعر أنه لم يعد وطني ، على الرغم من أنه لا يزال لدي أحبّة [هناك]. لا يزال قلبي وعقلي مع جميع هؤلاء السجناء، ولا سيما ضحايا التطهير ، وهم عشرات الآلاف من الناس ، وليسوا فقط من الصحفيين ، بل من جميع مناحي الحياة.
غلوبال جورناليست هل لديك أي أمل في العودة؟
أكارجشمي : ليس لدي أمل. لن يتحسن الوضع. تصادر الحكومة المزيد والمزيد من وسائل الإعلام كل يوم. لا توجد وسائل إعلام حرة … باستثناء بعض القنوات التلفزيونية على شبكة الإنترنت والصحف من المنفى ، لا وجود للصحافة المستقلة. يتم التحكم في السردية بكاملها من قبل الحكومة. للأسف ، أنا متشائمة جدًا. لا أرى مهربا على المدى القصير.
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/4″][/vc_column][vc_column width=”3/4″][/vc_column][/vc_row]
16 Jul 2018 | Global Journalist (Arabic), Journalism Toolbox Arabic
[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=””][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]
[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]
في عام ٢٠٠٩ ، أعيد انتخاب الرئيس محمود أحمدي بعد حولة انتخابية مثيرة للجدل كان منافسه فيها مير حسين موسوي. أدّت نتيجة الانتخابات إلى غضب شعبي عارم وظهور حركة احتجاجية عرفت باسم الحركة الخضراء، وامتلأت الشوارع بمظاهرات تدعو إلى إقالة أحمدي نجاد. خلال العامين التاليين ، شنت السلطات الإيرانية حملة قمعية عنيفة فسجنت الصحفيين والمعارضين السياسيين وكان الصحفي أوميد رضائي أحد هؤلاء.
كان طالب الهندسة الميكانيكية الإيراني المولد رئيس تحرير مجلة فانوس ، وهي مجلة طلابية تم حظرها بعد تأييدها الحركة الخضراء في ايران.ولقد تم اعتقال رضائي في أكتوبر ٢٠١١. في عام ٢٠١٢ ، هرب إلى العراق ، وفي عام ٢٠١٥ ، شق طريقه إلى ألمانيا. في فبراير ٢٠١٧ ، أطلق موقعه متعدد اللغات، “بيرسبكتيف ايران” (وجهة نظر إيران) ، لتغطية أخبار إيران، بشكل أساسي باللغة الألمانية. كما أنه عمل ككاتب حر في بعض وسائل الإعلام الألمانية منذ نفيه. يهدف رضائي لإظهار العديد من الجوانب الخفية للحياة في ايران وطبيعة الحياة اليومية لشعبها.
اندكس أون سنسرشب: أصبحت صحفيًا في سن مبكرة جدًا. ما الذي جعلك تختار هذا المسار في وقت مبكر جدا؟
أوميد رضائي: يثير فعل سرد القصص حماسي ولقد فعلت ذلك منذ الطفولة. كان ذلك أول شيء تعلمته عن نفسي. أولاً من خلال قراءة القصص – سواء القصص الصحفية والإعلامية أو القصص الخيالية – ثم سرد القصص. عندما كنت في العاشرة من عمري ، قمت بتأسيس مجلة صغيرة في المدرسة الابتدائية لكنها فشلت بعد طبعتين فقط. بحلول سن الخامسة عشر، قمت بتأسيس مجلة ثانية في السنة الأولى من المدرسة الثانوية. نُشرت هذه المجلة لمدة عام واحد ، وبحلول سن السابعة عشر، أسّست المجلة التالية التي تم توزيعها في جميع المدارس الثانوية في مدينتنا فجلبت انتباه السلطات إليها للمرة الأولى. لكن ما زلت أعتقد أن هذا كان يستحق كل العناء لأنه أعطاني الفرصة لسرد القصص. إنه الشيء الأكثر بهجة في هذا العالم.
اندكس أون سنسرشب: لماذا غادرت إيران؟
أوميد: برزت فكرة مغادرة البلاد في ذهني بينما كنت جالسًا في زنزانة بمفردي لأيام وليال دون أن أتمكن من رؤية أي شخص أو التحدث إليه. كنت أسأل نفسي كم من الوقت يمكنني تحمل هذا الوضع. عندما تم الحكم علي بالسجن لمدة عامين ، كان علي أن أفكر في الأمر بجدية أكبر. هناك أسباب كثيرة – شخصية وسياسية – أدت إلى اتخاذي قرارا مغادرة البلاد. أقول أن أهمها – وهو سبب لا يزال ينطبق – هو أنني افتقدت حريتي. أولا وقبل كل شيء حرية التعبير ، ولكن أيضا حرية اختيار نمط حياتي.
اندكس أون سنسرشب: أخبرنا عن هجرتك سيراً على الأقدام إلى العراق.
أوميد: بصرف النظر عن الأخطار والأمور المادية والتقنية ، لن أنسى أبداً اللحظة التي عبرت فيها الحدود، اذ شعرت كما لو أنني كنت قد عبرت نهاية الأرض. لن أنسى أبداً كيف نظرت إلى الأرض التي كانت أرضي ووطني. أعتقد أن هناك فرقا كبيرًا عندما تغادر البلاد بالطائرة ولا ترى تلك “الحدود”. ولكن عندما تعبرها سيرًا على الأقدام وتعرف أنك لن تعود قريبًا فهذا سوف يشعرك بحزن عميق.
اندكس أون سنسرشب: أنت كاتب نشط عبر الإنترنت. كيف تعتقد أن الإنترنت قد غيرت الصحافة؟
أوميد: لقد بدأت مسيرتي المهنية عبر الإنترنت وأنا الآن أدرس الصحافة الرقمية. هي الآن جزء مني وأنا جزء من العالم الرقمي. بصراحة ، ليس لدي أي فكرة عن كيفية كانت الصحافة المهنية تعمل قبل أن تكون على الإنترنت. لكن حقيقة أني لازلت أستطيع تغطية إيران والشرق الأوسط، على الرغم من أنني ابتعدت عنها لسنوات، فانه يرجع الفضل في هذا مباشرة إلى الإنترنت وعالم الإنترنت. بصرف النظر عن جميع المشكلات التي نواجهها ، فإننا أقرب إلى بعضنا البعض بسبب الإنترنت. والأهم من ذلك، يعطينا العالم الرقمي – نحن الصحفيين – المزيد من الإمكانيات لمجابهة الأنظمة غير الشرعية في جميع أنحاء العالم.
اندكس أون سنسرشب: كيف استقرت بك الحياة بعيدا عن وطنك؟
أوميد: لن يكون صحيحًا إذا قلت إنني لا أشتاق إلى مسقط رأسي ، والمدينة التي درست فيها ، والأشخاص الذين أحبهم — والذين يحبونني. لكن خلاصة القول هي أن الوطن هو المكان الذي يكون فيه الفرد حراً ، حيث يمكن للمرء أن ينمي نفسه ويعيش بكرامة. لديّ الكثير من الذكريات الجيدة عن إيران ، وأنا أفتقد الكثير من الناس هناك ، لكني لم أعتبر إيران وطنا، وينطبق الأمر نفسه هنا في ألمانيا. وطني هو لغتي. لا أقصد الفارسية. أنا أحب اللغة الألمانية بقدر ما أحب لغتي الأم ، وهذا ينطبق على اللغة الإنجليزية واللغات التي أتعلمها الآن. وطني هو القصة التي أرويها اذ أستقر في حياتي الجديدة من خلال سرد القصص. أنا مقتنع تماما بأن رواية القصص فقط يمكنها أن تنقذنا.
https://www.indexoncensorship.org/2018/07/journalism-in-exile-iranian-journalist-omid-rezaee-believes-storytelling-can-save-us/[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]
18 Jun 2018 | Global Journalist (Arabic), Journalism Toolbox Arabic
[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=”نشأت جورجينا غودوين في بلد في حالة حرب.” font_container=”tag:h2|text_align:right”][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]
[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]
رغم كل شيء، لا يزال عبد العزيز محمد الصبري يبتسم. لكنه لا يستطيع ان لا يشعر بالاكتئاب عندما يرى الصور التي التقطت له قبل بضعة أشهر، والتي يظهر فيها وهو يحمل عدسة كاميراته أو يقوم بتثبيت كاميرا فيديو على حاملها الثلاثي القوائم: “لقد صادرها الحوثيون مني. صادروا كل المعدات التي كنت أملكها. حتى لو أردت الاستمرار في العمل، فلن أكون قادرا على ذلك”، يقول صبري.
صبري هو صحافيّ ومخرج ومصوّر يمني من تعز، المدينة التي شكّلت لفترة وجيزة الجبهة الأكثر دموية في الحرب الاهلية الدائرة في البلاد. وقد عمل صبري في أخطر النقاط الساخنة، حيث قام بتزويد وسائل الإعلام الدولية مثل رويترز و سكاي نيوز بالمواد الصحفية والصور الأصلية من جبهات القتال. “لقد أحببت دائما العمل في الحقل”، يقول صبري، ويضيف: “لقد قمت بعمل جيّد ومثمر حقّا منذ بداية ثورة 2011 “.
منذ بداية الحرب، تدهورت بيئة عمل الصحفيين اليمنيين بشكل مضطرد. على سبيل المثال، خضع الصحفي المخضرم يحيى عبد الرقيب الجبيحي لمحاكمة مغلقة حكمت عليه بالإعدام بعد أن نشر مقالات تنتقد المتمرّدين الحوثيين في اليمن. وقد اختفى العديد من الصحفيين أو تم اعتقالهم، وأغلقت وسائل إعلام عديدة، في خلال السنوات القليلة الماضية.
بحسب صبري، “يواجه قطاع الإعلام وأولئك (الصحفيون) الذين يعملون في اليمن آلة حرب تقوم بسدّ كل الأبواب في وجوهنا، فهي تسيطر على جميع المكاتب المحلية والدولية لوسائل الإعلام. طالت الهجمات والاعتداءات ضدنا 80 بالمئة من الأشخاص الذين يعملون في هذه المهن، من دون أن نشمل الصحفيين الذين قتلوا، كما سجّلت 160 حالة اعتداء وهجوم واختطاف مختلفة. واضطر العديد من الصحافيين إلى مغادرة البلاد للنفاذ بحياتهم مثل صديقي العزيز حمدان البكري الذي كان يعمل لقناة الجزيرة في تعز “.
ولدت في كنف عائلة بيضاء ليبرالية في ما كان يسمى في ذلك الوقت روديسيا في أواخر الستينات من القرن الماضي ، فعاشت في حقبة من الفظائع حيث قاتلت حكومة الأقلية البيضاء التي قادها الرئيس إيان سميث المتمردين من جيش التحرير الوطني الإفريقي الزيمبابوي بزعامة روبرت موغابي. تم تجنيد أخاها الأكبر بيتر ، وهو الآن صحفي ومؤلف ، لقتال المتمردين في صفوف شرطة جنوب أفريقيا البريطانية. كما قُتلت أختها الأكبر سنا ، جاين ، في عام ١٩٧٨ عندما وقعت هي وخطيبها في كمين للجيش.
بعد انتهاء الحكم الأبيض في عام ١٩٨٠ ، وفوز موغابي في الانتخابات كرئيس للوزراء لما يسمّى بزيمبابوي الآن، غادر بعض البيض البلاد. لكن غودوين بقيت ، وأصبحت مذيعة راديو معروفة في إذاعة الدولة، واستضافت لاحقًا البرنامج التلفزيوني الصباحي “AMZimbabwe” مع شركة زيمبابوي للبث الإذاعي.
لكن بحلول أواخر التسعينيات ، أصبحت وظيفتها محفوفة بمخاطر متزايدة اذ كانت حكومة موغابي قد أصبحت أكثر استبدادية وفسادا. بدأت حركة معارضة بقيادة نقابيين مدعومين من بعض البيض في التبلور ، وشعرت غودوين بالانجذاب نحوها على نحو متزايد كما تقول في مقابلة مع غلوبال جورناليست: “شعرت أنه سوف يكون عملا غير مسؤول اذا لم أقل أو أفعل شيئا بما أنني كنا في منصب عام”.
عندما أخبرتها مجموعة من الأصدقاء أنهم يعتزمون الذهاب إلى المحكمة للطعن في احتكار شركة زيمبابوي للبث الإذاعي للأثير، عرضت مساعدتها في انشاء أول محطة إذاعية مستقلة في البلاد اذا ما فازوا بالطعن. وفي قرار مفاجئ في عام ٢٠٠٠ ، سمحت المحكمة العليا في زيمبابوي للمحطة بالمضي قدمًا.
تقول: “بينما كنت على الهواء ، أتلقى أحوال الطقس ، وأدردش حول الموسيقى ، جاءت المكالمة الهاتفية من المحكمة – لقد فازوا بالقضية…تابعت البرنامج وفي نهايته أعلنت استقالتي على الهواء وقلت: “أنا آسفة حقاً ، ستكون هذه آخر مشاركة لي مع شركة زيمبابوي للبث الإذاعي “. لم أستطع أن أقول أين كنت سأذهب بعد ذلك لأن الأمر كان لا يزال سراً. في تلك المرحلة، لم نكن نعرف حقًا كيف سنقوم بإنشائها [محطة الراديو] أو ما كنا سنفعله”.
بدأت إذاعة كابيتال أف أم التي سوف تكون قصيرة العمر تبث بعد فترة وجيزة من جهاز إرسال على سطح فندق في هراري. وفي غضون أسبوع ، أصدر موغابي ، الرئيس آنذاك ، مرسومًا بإغلاق المحطة ، وقام الجنود بمداهمة استوديو كابيتال إف أم ، مما أدى إلى تدمير معداته.
في عام ٢٠٠١ ، انتقلت غودوين إلى لندن ، حيث أسس مؤسسو كابيتال أف أم محطة يطلق عليها راديو أس.دبليو أفريقيا لإذاعة الأخبار والمعلومات إلى زيمبابوي عبر الموجة القصيرة. أصدرت حكومة زيمبابوي قرار باعتبارها هي وزملاؤها “أعداء للدولة”. وأصبحت رحلات الزيارة إلى البلاد ، حيث ما زال أهلها المسنون يعيشون فيها ، مسألة محفوفة بالخطر.
أمضت غودوين عدة سنوات مع إذاعة أس.دبليو أفريقيا قبل أن تصبح صحافية مستقلة تتعاون مع عدد من وسائل الإعلام البريطانية. تشغل حاليا منصب محررة الكتب لدى مونوكل ٢٤، وهي محطة راديو على الإنترنت تابعة لمجلة مونوكل. وتستضيف البرنامج الأدبي “لقاء مع الكتاّب” وكثيراً ما تظهر في برامج الشؤون الراهنة في مونوكل ٢٤.
وتحدثت غودوين مع تيودورا أغاريسي من غلوبال جورناليست، عن منفاها من زيمبابوي وعن مشاعرها حيال إطاحة الجيش الزيمبابوي لموغابي العام الماضي. اليكم النص المحرّر للمقابلة:
غلوبال جورناليست: ما مدى صعوبة التكيف مع الحياة في المملكة المتحدة؟
غودوين: لقد كان التكيف مثيرا للاهتمام حقًا. أبدو مثل غالبية البريطانيين ، فأنا بيضاء وليس لدي لهجة قوية بشكل خاص، لذلك ينظر الناس إليّ ويظنون أنني بريطانية.
لكنني عندما وصلت إلى هنا لأول مرة ، لم أكن أفهم كيفية عمل شبكة قطار الأنفاق، والتلميحات الثقافية والتاريخية التي نشأ عليها الناس على شاشات التلفزيون ، ولا حتى الفجوة الطبقية الهائلة التي تجدها هنا.
أعتقد ، خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، إنني أدرك تمامًا حقيقة أنني لست بريطانية، لكنني لندنية. إن التواجد في لندن يعني أننا جزء من المدينة ، لكن هذا لا يعني أننا بريطانيون ، وبالتأكيد لا يعني أننا جزء من الناس الذين اختاروا أن ينسحبوا إلى الداخل ويرفضوا بقية العالم كما فعلوا عندما صوتوا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
غلوبال جورناليست:كيف تقيمين حرية الصحافة في زيمبابوي الآن؟
غودوين: بعض كبار السن الذين كانوا يكتبون مقالات شجاعة جدًا ، فهم لا يزالون على مساراهم. نحن بحاجة إلى أن نحيي هؤلاء الذين فعلوا ذلك في الأوقات العصيبة التي كانت تتعرض فيها مكاتب الصحف للتفجير ، عندما كان الصحفيون يختفون ويتعرضون للضرب.
أعتقد أن الأمر أسهل الآن اذ يشعر الناس بجرأة أكبر للتعبير عن آرائهم والتحدث عن ما يجري. سأكون مهتمًة جدًا في الفترة التي سبقت انتخابات [يوليو ٢٠١٨] برؤية كم يسمح لهم في الواقع بالتحدث بحرية ، ولكنني أعتقد أن هناك بعض الصحفيين والمراسلين المذهلين الذين يقومون بعمل ممتاز على الرغم من الكلفة التي يتحملونها في سبيل ذلك.
فيما يتعلق بكيفية تغطية الإعلام الأجنبي لزمبابوي ، فإن الناس لديهم خيار حقيقي. الإنترنت موجود ، والصحف المستقلة تنتشر ، ومن ثم توجد المحطات الدولية مثل قناة الجزيرة ، ومحطة بي.بي.سي ومحطات جنوب أفريقيا.
غلوبال جورناليست: نائب الرئيس موغابي السابق ايمرسون منانجاغوا هو الآن رئيس البلاد. كان قد خدم وزيراً لأمن الدولة في الثمانينيات ، عندما قتلت قوات الأمن ما يصل إلى ٢٠،٠٠٠ مدني. هل تعتقدين أن العودة الآن ستكون آمنة؟
غودوين: لقد زرت البلاد مرتين منذ أن غادرتها، في المرتين باستعمال جواز سفر مختلف لم يعد بإمكاني الوصول إليه. نظرًا لأنني كنت في التلفزيون ، لا يهم ما هي الأسماء الموجودة في جواز سفرك. يعرفك الناس من التلفزيون.
أنت تعتمدين بشكل أساسي على حسن نية ضابط الهجرة ، وعليك فقط أن تأملين ألا يكون شخصًا ما على علم بما كنت تعملين من قبل أو إذا كان على علم به ، فهذا أمر لا مشكلة معه لديه.
كما كتب أخي في إحدى مذكراته ، وصل يوما الى المطار و سأله ضابط الهجرة: “هل تربطك علاقة قرابة مع جورجينا؟”
أعتقد أنه حاول عدم الرد ، لكن الضابط قال بهدوء: “أرجوك أخبرها أننا نستمع إليها كل يوم”.
السؤال الآن ، في ظل التغيير في الحكومة ، هو هل سأكون موضع ترحيب؟ ما زلت أتحدث بصراحة عما أفكر به. ليس لدي أي عداوة شخصية تجاه [الرئيس] ايمرسون منانجاغوا ، لكنني أعتقد أن ما جرى في عهده بالوزارة كان إجرامياً. كانت إبادة جماعية.
لست متأكدًة من أنه سيرحب بي في البلد الذي يتحكم فيه هذا الرجل الآن. لكن أشعر بالكثير من التفاؤل في مستقبل البلاد. نحن الآن في وقت أصبح فيه للزيمبابويين خيارًا حقيقيًا وآمل أن ما يفعلونه هو ليس شيء يتم إملائه من قبل التاريخ وأن لا يصوتوا فقط لأنهم كانوا دائمًا مؤيدين لحزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية (الحاكم).
الجيل القادم لديه شيء يقدمه ويمكن أن يأخذنا في اتجاه مختلف. لقد عانى الكثير من الزيمبابويين في ظل النظام ، وأخيرا ، يمكن للجميع أن يستمتعوا بثمار جهود الأشخاص الذين كافحوا بجد ، وليس فقط الصحفيين ، وليس فقط زملائي ، بل كل الناس الذين قاتلوا ضد الفساد العميق واللامبالي بالناس والأشخاص المسؤولين عنه.
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]
8 Mar 2018 | Global Journalist (Arabic), Journalism Toolbox Arabic
[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=”
تبتكر النساء الكرديات في الموقع الإخباري النسوي الوحيد في تركيا ، جين نيوز ، ووسائل اعلامية أخرى نهجا جديدًا في الصحافة في تركيا، لكنهن يتعرّضن للضغط ولقد تم احتجاز العديد منهن أو تم تقديمهن للمحاكمة أو حتى تهديدهن.”][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]
[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]
يحتفل هذه الأيام موقع الأخبار النسوية الوحيد في تركيا باليوم العالمي للمرأة ولكن تحت رقابة الدولة. فلقد تم حجب الوصول إلى الموقع الإلكتروني الخاص بـ “جين نيوز” (جين تعني “امرأة” باللغة الكردية)، والذي تديره النساء بالكامل ويركز تحديدًا على الأخبار المتعلقة بالنساء ، تم حجبه سبع مرات خلال أسبوع واحد فقط في نهاية يناير، وفي الوقت الحالي، لا يمكن الوصول إلى الموقع من داخل تركيا.
لكن هذه الضغوطات لم تنجح في تثبيط عزيمة الصحفيات في “جين نيوز”. تقول محّررة الأخبار في الموقع بيريتان الياقوت: “لقد أظهرنا دوما أن لدينا بدائل ، ونحن مستمرون في إظهارها”. تعتمد “جين نيوز” على الشبكات الاجتماعية واستخدام الشبكات الافتراضية الخاصة، ولقد أعلنت انشاء قناة تلفزيونية جديدة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، الذي له أهمية مزدوجة بالنسبة لهم. فلقد تأسست “جينها” ، وهي أول وكالة أنباء تديرها نساء في البلاد ، أيضا في اليوم العالمي للمرأة قبل ست سنوات.
ان الضغوطات ليست شيئا جديدا عليهن ، اذ تم اغلاقهم مرتين في السابق، وهذا أكثر مما حدث مع أي وسيلة إخبارية أخرى في البلاد حتى في ظل حالة الطوارئ الحالية. أولاً ، تم إغلاق “جينها” بناء على مرسوم صادر في أكتوبر ٢٠١٦. ولم يسمح لـ “غازيتي سوجين” ، خليفة “جينها” ، بالعمل لأكثر من تسعة أشهر قبل صدور قرار آخر بإغلاقها في أغسطس ٢٠١٧.
على الرغم من ذلك، بعثت “جين نيوز” من الرماد ، حاملة معها إرث وكالة “جينها” النسائي، ويتضمن ذلك الكتابة بأسلوب يضع النساء “كفاعلات لا كمفعولات بهن” في الحدث. كما يحرص الموقع على استخدام اللغة الواعية ، مثل استخدام كلمة “قتلت غيلة” بدلا من “قتلت” للتأكيد على عنف الذكور. كما أنها تتجنب ابراز أي تفاصيل قد تبرر العنف ضد المرأة بشكل غير مباشر (على سبيل المثال من خلال رفض ملاحظة أن الضحية كانت تسعى إلى الطلاق) أو تقديم تفاصيل وصفية غير ضرورية في حالات الاعتداء الجنسي. ثم هناك استخدام الموقع الصارم للأسماء الأولى بدلاً من أسماء العائلة – وهي الممارسة التي اعتمدتها هذه المقالة لتقديم لمحة عن منهاجيتهن.
تقول بيريتان: “عند تغطية شؤون النساء ، كان علينا التفكير حتى في أصغر التفاصيل. لقد اخترنا عدم استخدام اسم العائلة لكسر المفهوم القائل بأن السلالة يجب أن تنحدر من الرجال. إذا قلنا بيريتان الياقوت في بداية المقال لتقديم شخص ما ، فإننا نستخدم الاسم (الأول) الذي يميز هذا الشخص”.
حتى كبار المسئولين، بمن فيهم رئيسان سابقان للحزب الديمقراطي الشعبي المؤيد للأكراد ، واللذان الآن هما قيد الاعتقال ، فيجن يوكسكاديتش وصلاح الدين ديميرتاش ، لم يتم اعفاؤهما من هذه القاعدة.
هذا يعني أيضا مقاربة مختلفة في اختيار المواضيع. “نحن لا نغطي الأخبار المتعلقة بالهجوم الجنسي أو الاعتداء الجنسي أو التحرّش. بدأنا في تغطية القصص التي تركّز على النساء كأفراد قويات، وعلى النساء الرائدات. ركزنا على الاقتصاد والبيئة. لقد جعلنا النساء مرئيات في السياسة ، وأبرزناهن وأعطيناهن صوتًا “.
تشجيع النساء على التحدث
لضمان عدم تكميم أفواه النساء ، تستخدم “جين نيوز” حصريا شهادات واقتباسات من النساء في تقاريرها. تقول الصحفية شريبان أصلان وهي تتجه إلى السوق الشعبي في باولار في ديار بكر ، أن ردود فعل النساء دائمًا ما تكون إيجابية للغاية عندما تقوم الوكالة بتقديم نفسها كهيئة كردية تغطي شؤون النساء.
بعد وصولها إلى السوق ، تسير شريبان وزميلتها ، رينجين عزيز أوغلو ، بهدوء بينما تبحثان عن نساء يدرن متاجر. موضوع تغطيتهما هو تدمير مركز صحي محلي، الذي تم تحويله إلى مركز للشرطة من قبل وصي معين من الحكومة وذلك بعد أن ألقى رؤساء البلديات المنتخبين في السجن.
يظهر التأثير فوراً عند دخولهن الى محل لبيع الهدايا، فتوافق احدى البائعات على إجراء المقابلة معهما. تقول لها شريبان “هناك تصور في المجتمع أن المرأة لا يمكنها أن تعمل ولكنك حطمتي هذا التصور” فتجيب الامرأة دون تردد: “قطعاً”. عندما تقترب المقابلة من نهايتها ، تسألها شريبان إذا كانت لديها أي رسائل تريد توجيهها إلى نساء أخريات فتقول: “يجب على كل النساء أن تعمل… لا ينبغي أن تستسلمن إلى الرجال”.
تقول شريبان: “تشعر النساء بالراحة والثقة عندما يتحدثن إلينا… وكوننا وكالة كردية فان ذلك يساعد أيضًا”.
سألها رجل وهي تخرج من متجر: “من أي وكالة أنت؟” ترد شريبان “نحن من وسائل الإعلام الحرة”، مستخدمة وهو التعبير الذي يشير به الأكراد إلى وسائل الإعلام الخاصة بهم، فيرحب بها بحرارة.
تشدد مونتيفير كارادمير ، محررة “جين نيوز” باللغة الكردية ، على أهمية عامل التشجيع هذا. تقول: “عندما تعطيهن الثقة للتعبير عن أنفسهن ، فإن النساء يحضنونك”…عندما تخبر أي بائع متجر أنا من وكالة تديرها امرأة تركّز على مشاكل النساء، فإن موقفها يصبح مختلفاً للغاية. إنها تشعر بالأمان وأنها قادرة على إخبارك بما تمر به. “
كما أن صحفيات “جين نيوز” يتوقنّ إلى توسيع نطاق الخبرة التي يبنينها مع وسائل اعلامية أخرى، وخاصة مع الصحافيين الذكور. فهن لديهن الآن مشروع لإعداد قاموس من أجل لغة إخبارية غير تمييزية. تقول بيريتان “كنا نخطط للاجتماع مع الرجال وتنظيم ورشات تدريب حول” كيفية تصميم قصة إخبارية “و” كيفية استخدام لغة صديقة للمرأة في المقالات الإخبارية “ولكن لم نتمكن من ذلك بسبب الظروف [في المنطقة]”.
ومع ذلك ، فإن مجرد وجودهن بدأ بالفعل في تعزيز الوعي العام. تضيف: “بعض الصحفيين ، وهم من الرجال في معظم الأحيان ، يسألوننا:” هل تريدون التحقق من هذا التقرير وما إذا كنا قد استخدمنا اللغة الصحيحة؟ إنهم يشعرون الآن بالقلق”. ولقد كان أحد أهم النجاحات التي حققتها بيريتان هو إظهار أن النساء هن أكثر من قادرات على الانخراط في العمل الصحافي – ربما بشكل يتفوق على عمل الرجال. “رأينا أن المرأة كانت سريعة كذلك. ولكن هذه السرعة تسعى أيضًا إلى مشاركة الخبر بأفضل طريقة ممكنة. فلقد كنّ دقيقات في عملهن “.
صحافيات ينشئن منصة ضد الضغوط
وفقا لبيريتان ، كانت سياسة “جين نيوز” لجمع أصوات النساء وحدهم أكثر نجاحا في الشرق مقارنة مع غرب تركيا. كان ذلك نتيجة سياسة “التكافؤ بين الرؤساء” الصارمة التي أطلقها الحزب الديمقراطي الشعبي، والتي ضمنت للنساء تولي مناصب رفيعة في البلديات الكردية. لكن بعد أن احتل الأمناء المعينين من الحكومة معظم البلديات التي يقودها الحزب الديمقراطي الشعبي، لم تفقد “جين نيوز” مصادرها النسائية هناك فحسب – اذ أن معظم الأمناء هم من الرجال – ولكنهم فقدوا مصدراً مهماً للدخل، فالعديد من عضوات المجالس البلدية كن من المشتركات في خدماتهن وكن يشجعن أنشطة الوكالة الإخبارية هذه.
ومنذ بدء الحملات العسكرية في المراكز الحضرية في المنطقة ، أصبح الصحفيون هدفاً لأجهزة الأمن التابعة للدولة، وأصبح الاعتقال والاحتجاز من الممارسات الشائعة ضدهم. “أرادت الدولة عزلنا في منازلنا من خلال الاعتقالات. وعندما لم يفلح ذلك ، حاولوا إغلاق الوسائل الاعلامية بالكامل” تقول بيريتان وهي تتلقى خبرا مفاده أن أحد مراسلاتها ، دوركيت سورين ، قد اتُهمت بـ “الانتماء إلى منظمة إرهابية وتمويلها” بعد احتجازها قبل عدة أيام عند نقطة تفتيش. في نهاية المطاف تم إطلاق سراح دوركيت من قبل المحكمة بعد حظر السفر عليها وأمرها بزيارة مركز للشرطة بانتظام.
لم تكن دوركيت الصحفية الوحيدة من “جين نيوز” التي تواجه اتهامات جنائية اذ تقضي حالياً مراسلة صحيفة “جينها” السابقة ، زهرة دوغان ، حكماً بالسجن لمدة سنتين وتسعة أشهر بتهمة “نشر دعاية منظمة إرهابية”. وكانت قد أُدينت بعد نشرها شهادة بنت في العاشرة من العمر متأثرة بالعملية العسكرية التركية ضد بلدة نصيبين في مقال من كانون الأول / ديسمبر ٢٠١٥. كما تلقت زهرة ، وهي رسّامة أيضا ، حكما بالسجن “لرسمها الأعلام التركية على المباني المدمرة” في لوحة تم نسخها من صورة حقيقية تظهر الأعلام التركية على المباني التي دمرتها القوات التركية. كما تلقت بيريتان كانوزر، مراسلة الوكالة في اسطنبول ، وأيصل إشيك، أحكاما بالسجن أيضاً. واعتُقل كثيرون غيرهن ، حيث يخضع ١٠ مراسلين للمحاكمة حالياً كما تتلقى الوكالة تهديدات بشكل دوري.
تقول عيشه غون ، وهي مراسلة وكالة” ميزوبوتاميا” الكردية والمتحدثة باسم منصة صحافيات ميزوبوتاميا، أن عنف الدولة قد أصبح اليوم ممارسة روتينية. “في مقاطعة مثل شرناق، تتعرض صحافياتنا باستمرار للمضايقات أو التهديدات اللفظية. نتجنب الكثير منهن الذهاب وحدهن إلى القرى أو الى بعض الأحياء. وهن يتعرضن للتهديد ، من الاختطاف إلى التعدّي عليهم أو الاغتصاب. قد تكون التهديدات لفظية في الوقت الراهن، لكن هناك محاولة جادة لتخويفهن.”
تم تأسيس المنصة في عام ٢٠١٧ في يوم رمزي آخر ، يوم حرية الصحافة في ٣ مايو / أيار ، وكان الهدف ضمان قدرة النساء على النضال من اجل القضايا المشتركة. وتشمل هذه القضايا الاجتماعية – مثل البطالة بعد الإغلاق المتكرر للوسائل الإعلامية الكردية في ديار بكر – ولكن أيضا ضد كل أنواع العنف. تقول عيشه: “بفضل هذه المجموعة ، أردنا مساعدة أصدقائنا الذين يتم اعتقالهم أو احتجازهم أو الذين يتعرضون للمضايقات من مصادرهم أو الاعتداء عليهم أو إساءة معاملتهم من قبل الشرطة. كما أردنا أن نجعل الضغط مرئيًا للجميع”.
آخر الصحافيات اللواتي اعتقلتهن الشرطة هي سيدا تاسكين ، التي كانت تكتب تحقيقا في مقاطعة موش. تم إطلاق سيدا بشكل مشروط، ليتم اعتقالها بعد شهر مجددا في أنقرة بسبب تقاريرها وتغريداتها.
وفقا لعيشه، فإنه ليس من قبيل المصادفة أن التجربة الصحافية للمرأة بدأت في ديار بكر ، وليس – كما كان متوقعا – في اسطنبول. “إن شعبنا يعرف كيف يعيش في ظل أوضاع صعبة. المرأة الكردية تعرف كيف تقاوم. تم إغلاق “جينها” فتم إنشاء “سوجين”. تم إغلاق “سوجين” فتم إنشاء “جين نيوز”، مما يعني أنه يمكننا إعادة اختراع أنفسنا مرارًا وتكرارًا”، نقول قبل أن تضيف: “نحن نتحدث هنا عن حرية المرأة وليس المساواة بين الجنسين. هذا شيء يذهب أبعد بكثير”.
كما قالت عيشه إنها ترغب في توجيه دعوة إلى جميع الصحفيات في تركيا للتضامن معهن. تقول:”لا يكاد يوجد أي صحفي هنا لم تقام محاكمة له. هم إما يظلون بين السجن وخارجه أو يجب عليهم زيارة مركز الشرطة كل يومين أو ثلاثة أو حتى خمسة أيام. هذا يعني أنهم لا يستطيعون مغادرة المدينة ، التي أصبحت سجنًا في الهواء الطلق.” ثم تضيف: “لكن هذا لا يحدث للأكراد فقط. هذا يحدث في كل مكان. لذلك هذا هو الوقت المناسب لأن نعمل معا “.
أوزغون أزوكير
أوزغون أزوكير هو صحفي ومسؤول في منصة الصحافة المستقلة في اسطنبول. وقد عمل في العديد من وسائل الإعلام التركية بما في ذلك “طرف”، وصحيفة حرييت و”بيرغوم”. كما عمل في عدد من المنظمات غير الحكومية ، مثل منظمة اليونيسيف في تركيا ومنظمة العفو في تركيا.
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]