NEWS

الخوف على موجات الأثير
يسيطر الإسلاميون من حركة الشباب على خمس مساحة الصومال، ولديهم محطة إذاعية خاصة بهم. يتحدّث إسماعيل عيناشي مع الصحفيين الذين يخاطرون بحياتهم لتغطية أنشطة هذه الجماعة الإرهابية عبر الأثير.
09 Jan 18
Un periodista retransmite desde Radio Shabelle, una de las populares emisoras de Mogadiscio (Somalia), que corren peligro por pronunciarse contra la organización terrorista Al Shabab, Amisom Public Information/Flickr

Un periodista retransmite desde Radio Shabelle, una de las populares emisoras de Mogadiscio (Somalia), que corren peligro por pronunciarse contra la organización terrorista Al Shabab, Amisom Public Information/Flickr

[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=”يسيطر الإسلاميون من حركة الشباب على خمس مساحة الصومال، ولديهم محطة إذاعية خاصة بهم. يتحدّث إسماعيل عيناشي مع الصحفيين الذين يخاطرون بحياتهم لتغطية أنشطة هذه الجماعة الإرهابية عبر الأثير”][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]

صحفي صومالي يعمل من راديو شابيلّ، احدى الإذاعات حيث يواجه المراسلون تهديدات بسبب تغطيتهم لأخبار منظمّة الشباب الإرهابية, Amisom Public Information/Flickr

صحفي صومالي يعمل من راديو شابيلّ، احدى الإذاعات حيث يواجه المراسلون تهديدات بسبب تغطيتهم لأخبار منظمّة الشباب الإرهابية, Amisom Public Information/Flickr

[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

كل صباح في طريقه إلى العمل في راديو “كولمية” في وسط مقديشو، يتعيّن على مروان معايو حسين أن يتفحّص سيارته للتأكد من خلّوها من أية مفخخات. يقول “أبحث تحت العجلات، لكنهم غالبا ما يضعون القنابل تحت المقعد في سيارتك”. ثم يضيف “إذا توقفت ي مكان ما في المدينة فسيكون عليّ فحص سيارتي مرة أخرى، لأنهم في بعض الأحيان قد يتبعوني”.

يعيش الصحافيون الصوماليون مثل حسين تحت تهديد مستمر من قبل حركة “الشباب” الاسلامية القوية في البلاد، والتي لديها روابط قوية مع  تنظيم القاعدة. زرع القنابل تحت مقاعد السيارات ثم تفجيرها عن بعد هو أحد الطرق المميّزة التي تتبعها الحركة لاغتيال الصحفيين الصوماليين. يقول حسين “اعرف اناس قتلوا او جرحوا من جرّاء قنابل وضعت في سياراتهم”.

وقد سقط الصحفيون مثل هندية حاجي محمد، وهي أم لخمسة أطفال، ضحية لهذا التكتيكات من قبل حركة الشباب. كانت هندية تعمل في إذاعة مقديشو والتلفزيون الوطني الصومالي، وهما مؤسسات إعلامية تديرها الدولة، وقتلت في انفجار سيارة مفخخة خارج السفارة التركية في مقديشو في 3 كانون الأول / ديسمبر 2015. كان قاتلوها من حركة الشباب قد زرعوا قنبلة تحت مقعد سيارتها . كانت هندية أرملة ليبان علي نور، الرئيس السابق لقسم الأخبار في التلفزيون الوطني. وقد قتل في هجوم انتحاري شنته حركة الشباب في أيلول / سبتمبر 2012، إلى جانب ثلاثة صحفيين آخرين، في مقهى شعبي في مقديشو.

يتعرّض الصحفيون الإذاعيون مثل حسين للخطر من اللحظة التي يغادرون فيها منازلهم، حيث قد يتم اغتيالهم في أي مكان. يعمل حسين كمراسل لمحطة إذاعية محلية شعبية تبث الأخبار إلى الأجزاء الجنوبية الوسطى من الصومال. يقول لإندكس: “إذا رآك مقاتلو حركة الشباب، فإنهم لن يسمحون لك بالمرور. ولكت إذا رأوني أنا، فسوف يقتلوني. ان العمل كصحفي إذاعي في الصومال صعب جدا. والمشكلة هي أنه قد يحدث هجوم إرهابي واحد هنا في يوم ثم يحدث آخر في مكان آخر في اليوم التالي “.

لا يزال الراديو هو الطريقة الرئيسية التي يحصل بها الناس على المعلومات والأخبار في الصومال. فلا يوجد هناك سوى عدد قليل من الصحف المطبوعة فيما تظل نسبة الأمية عالية. ولم يصبح للصوماليين لغة مكتوبة إلا في عام 1972 ولم تنشر الكثير من الكتب في الصومال بسبب الحرب الأهلية. وفيما أصبح استعمال الإنترنت أكثر شعبية مؤخرا، يظل هذا في الغالب ظاهرة مدينية خاصة لدى الشباب والعائدين من الخارج. كما أن الأخبار التليفزيونية موجودة، ولكن الوصول إلى أجهزة التلفزيون محدود في أحد أفقر البلدان في العالم. لذلك فإن للراديو أهمية فائقة. تقول لورا هاموند، خبيرة في الشؤون الصومالية في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن: “الثقافة الصومالية هي ثقافة شفهية، وبث المعلومات من خلال الإذاعة هو امتداد للتقاليد الشفهية القديمة التي تستعمل الشعر والكلمة المنطوقة كوسيلة إعلام.”

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/4″][/vc_column][vc_column width=”3/4″][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

أحد المصادر الإذاعية التي تحظى باحترام على نطاق واسع هي الخدمة الإذاعية التي تبثها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قسم الصومال، والتي احتفلت بالذكرى السنوية الستين لتأسيسها مؤخرا، وخدمة فويس أوف أمريكا – قسم الصومال أيضا.

يواجه الصحفيون الصوماليون بعض أسوأ أشكال العنف وغياب العدالة في أي مكان في القارة الأفريقية، في اطار جمع وايصال لأخبار حول ما يجري في بلادهم. ويضع مؤشر “مراسلون بلا حدود” لعام 2017 الصومال في المرتبة 167 من بين 180 أفضل دولة من حيث حرية الصحافة.

ويقول محمد إبراهيم مواليمو، الأمين العام للاتحاد الوطني للصحفيين الصوماليين: “لا يزال الصومال أحد أسوأ البلدان التي يعمل فيها الصحفيون فهم غالبا ما يتم استهدافهم وهم يتعرضون باستمرار للترهيب والاعتقالات التعسفية والتعذيب وأحيانا القتل”.

وقد أجبر بعض الصحفيين الصوماليين على الاختباء بسبب التهديدات المستمرة من جانب حركة الشباب. يقول أحد الصحافيين الذين تحدّثوا الينا بشرط عدم الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية: “لقد انقلبت حياتي رأسا على عقب منذ أن بدأت حركة الشباب في مطاردتي… يتصل بي اشخاص من حركة الشباب من أرقام غير معروفة ويقولون لي: “حياتك في خطر”.

الصحفي هذا هو مراسل إذاعي معروف وهو يغطي أخبار حركة الشباب. يضيف “لقد تلقيت تهديدات من حركة الشباب. سمعوا تقاريري عن هجماتهم الإرهابية، وهددوني منذ ذلك الحين بالقتل “. أمضى هذا الصحفي عامين في الاختباء، خوفا على حياته.

في شباط / فبراير 2017، زار أشخاص من حركة الشباب والدته في منزلها. يقول: “ذهبوا إلى بيت والدتي. قالوا لها: “أين هو؟” وقالت لهم إنني لم أكن هناك، فأخبروا أمي: “في المرة القادمة التي سوف ترين ابنك، سوف يكون ميتا”. يرتجف صوته وهو يروي هذه القصة فهو سئم الاختباء من بنادق حركة الشباب. يقول: “أريد أن أستعيد حياتي، لكني صحفي شاب يعيش تحت التهديد … لا أستطيع التوقف عن العمل كصحافي. لن اتوقف عن استخدام صوتي”.

بحسب أنجيلا كوينتال، منسّقة برنامج أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، فقد قتل 62 صحفيا في الصومال منذ عام 1992. أكثر من نصف هؤلاء – ما مجموعه 43 – تم اغتيالهم، ويشتبه في أن تكون حركة الشباب مسؤولة عن معظم هذه الوفيات. وعلى الرغم من أن عمليات قتل الصحفيين قد انخفضت منذ عام 2012، فقد قتل ثلاثة منهم في عام 2016.

فبعد انهيار الدولة الصومالية عقب اندلاع الحرب الأهلية في عام 1991، سقط البلد في دوامة العنف والإرهاب ثم عانى من الجفاف المدمّر مؤخرا. في معجم الشؤون الدولية كان الصومال يعرّف على أنه أحد أسوأ “الدول الفاشلة” في العالم، لكنه في السنوات الأخيرة انتقل إلى خانة “الدول الهشة”. ومن بين التهديدات الكثيرة التي واجهتها الصومال هي حركة الشباب، التي يمكن القول إنها أحد أقوى التنظيمات الارهابية في أفريقيا.

وفي السنوات الأخيرة، فقدت حركة الشباب بعض الأراضي في الأجزاء الجنوبية من الصومال مثل ميناء كيسمايو الاستراتيجي، فضلا عن مقديشو. لكنها ما زالت تسيطر على مساحات شاسعة من البلاد.

ولا تستهدف حركة الشباب فقط الصحفيين الإذاعيين في الصومال، ولكن لديها محطة إذاعية خاصة بها هي إذاعة الأندلس، وهي تبث دعاية جهادية مع أناشيد إسلامية، إلى جانب بث نشرات إخبارية عن “الكفّار” وكم منهم يتم قتلهم. وتمتلك المحطة انتشارا واسعا في الأجزاء الجنوبية من الصومال والمناطق التي تسيطر عليها الحركة، وهي متاحة على الإنترنت.

يقول مواليمو ان إذاعة الاندلس لا زالت تعمل وتبث في المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب. بدورها، تقول ماري هاربر، مديرة تحرير في هيئة الإذاعة البريطانية في أفريقيا والتي تؤلّف حاليا كتابا عن حركة الشباب، إن أنشطة البث التابعة للحركة الإرهابية قد سبقت “بأميال منظمة بوكو حرام”. تضيف هاربر إنه عندما يتعلق الأمر بهجماتها ضد المدنيين أو قوات الحكومة أو الاتحاد الأفريقي، فإن الاذاعة تقدّم رواية موثوق بها إلى حد ما، ولكنها تميل إلى المبالغة في عدد الأشخاص الذين تقتلهم الحركة.

تستخدم الحركة اذاعة الأندلس كأداة لقمع حرية التعبير ونشر الدعاية الإسلامية المتطرفة. يقول مواليمو: “تحظر حركة الشباب الموسيقى في جميع المناطق التي لا تزال تسيطر عليها. وهم يفحصون الهواتف النقالة الخاصة بالشباب. الهواتف الذكية أو المحمولة التي لديها كاميرا هي ممنوعة في مناطقهم. ولا تزال هذه السياسة متّبعة في مناطق حركة الشباب. الناس محبطون جدا ولكن ليس لديهم أي خيار سوى الانصياع، من أجل النفاذ بحياتهم “.

يقول نور حسن، وهو صحفي سابق ومنتج إعلامي في مقديشو: “الموسيقى محظورة تماما من قبل حركة الشباب. إذا تم ضبطك وأنت تقوم بالاستماع إلى الموسيقى في المناطق التي تسيطر عليها فسوف يحكمون عليك بـ 40 جلدة في مكان عام وسوف يتم اذلالك “.

على أن هاربر تقول أن ليس كل التهديدات تأتي من حركة الشباب: “الصحفيون مهددون من كل جانب في الصومال”.

مع ذلك، فإن حسين يقلقه تهديد حركة الشباب بالشكل الكبر. يقول إن بعض الصحفيين الإذاعيين يشعرون بالقلق الشديد لأنهم يقضون لياليهم في استوديوهاتهم الإذاعية وليس في منازلهم. على الرغم من ذلك، يقول، “أنا لست قلقا من الموت حتى يأتي الموت الي”. حتى ذلك الحين، يضيف، “سأظل أبحث عن القنابل عندما أغادر بيتي، ولكن مصيري هو في يد الله”.

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

إسماعيل عيناشي يكتب بانتظام لمجلة إندكس أون سنسورشب من القرن الأفريقي. ولد في صوماليلاند وهو زميل دارت سينتر أوكبيرغ في جامعة كولومبيا

*ظهر هذا المقال أولا في مجلّة “اندكس أون سنسورشيب” بتاريخ ١٢ سبتمبر/أيلول ٢٠١٧

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row content_placement=”top”][vc_column width=”1/3″][vc_custom_heading text=”Free to Air” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2F2017%2F12%2Fwhat-price-protest%2F|||”][vc_column_text]Through a range of in-depth reporting, interviews and illustrations, the autumn 2017 issue of Index on Censorship magazine explores how radio has been reborn and is innovating ways to deliver news in war zones, developing countries and online

With: Ismail Einashe, Peter Bazalgette, Wana Udobang[/vc_column_text][/vc_column][vc_column width=”1/3″][vc_single_image image=”95458″ img_size=”medium” alignment=”center” onclick=”custom_link” link=”https://www.indexoncensorship.org/2017/12/what-price-protest/”][/vc_column][vc_column width=”1/3″ css=”.vc_custom_1481888488328{padding-bottom: 50px !important;}”][vc_custom_heading text=”Subscribe” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2Fsubscribe%2F|||”][vc_column_text]In print, online. In your mailbox, on your iPad.

Subscription options from £18 or just £1.49 in the App Store for a digital issue.

Every subscriber helps support Index on Censorship’s projects around the world.

SUBSCRIBE NOW[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]

By Ismail Einashe

Ismail Einashe regularly reports for Index on Censorship magazine from the Horn of Africa. He was born in Somaliland and is a Dart Center Ochberg fellow at Columbia University

READ MORE

CAMPAIGNS

SUBSCRIBE