مشروع المنفى: مذيعة زيمبابوية تصارع حقبة ما بعد موغابي

[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=”نشأت جورجينا غودوين في بلد في حالة حرب.” font_container=”tag:h2|text_align:right”][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]Georgina Godwin[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

رغم كل شيء، لا يزال عبد العزيز محمد الصبري  يبتسم. لكنه لا يستطيع ان لا يشعر بالاكتئاب عندما يرى الصور التي التقطت له قبل بضعة أشهر، والتي يظهر فيها وهو يحمل عدسة كاميراته أو يقوم بتثبيت كاميرا فيديو على حاملها الثلاثي القوائم: “لقد صادرها الحوثيون مني. صادروا كل المعدات التي كنت أملكها. حتى لو أردت الاستمرار في العمل، فلن أكون قادرا على ذلك”، يقول صبري.

صبري هو صحافيّ ومخرج ومصوّر يمني من تعز، المدينة التي شكّلت لفترة وجيزة الجبهة الأكثر دموية في الحرب الاهلية الدائرة في البلاد. وقد عمل صبري في أخطر النقاط الساخنة، حيث قام بتزويد وسائل الإعلام الدولية مثل رويترز و سكاي نيوز بالمواد الصحفية والصور الأصلية من جبهات القتال. “لقد أحببت دائما العمل في الحقل”، يقول صبري، ويضيف: “لقد قمت بعمل جيّد ومثمر حقّا منذ بداية ثورة 2011 “.

منذ بداية الحرب، تدهورت بيئة عمل الصحفيين اليمنيين بشكل مضطرد. على سبيل المثال، خضع الصحفي المخضرم يحيى عبد الرقيب الجبيحي لمحاكمة مغلقة حكمت عليه بالإعدام بعد أن نشر مقالات تنتقد المتمرّدين الحوثيين في اليمن. وقد اختفى العديد من الصحفيين أو تم اعتقالهم، وأغلقت وسائل إعلام عديدة، في خلال السنوات القليلة الماضية.

بحسب صبري، “يواجه قطاع الإعلام وأولئك (الصحفيون) الذين يعملون في اليمن آلة حرب تقوم بسدّ كل الأبواب في وجوهنا، فهي تسيطر على جميع  المكاتب المحلية والدولية لوسائل الإعلام. طالت الهجمات والاعتداءات ضدنا 80 بالمئة من الأشخاص الذين يعملون في هذه المهن، من دون أن نشمل الصحفيين الذين قتلوا، كما سجّلت 160 حالة اعتداء وهجوم واختطاف مختلفة. واضطر العديد من الصحافيين إلى مغادرة البلاد للنفاذ بحياتهم مثل صديقي العزيز حمدان البكري الذي كان يعمل لقناة الجزيرة في تعز “.

ولدت في كنف عائلة بيضاء ليبرالية في ما كان يسمى في ذلك الوقت روديسيا في أواخر الستينات من القرن الماضي ، فعاشت في حقبة من الفظائع حيث قاتلت حكومة الأقلية البيضاء التي قادها الرئيس إيان سميث المتمردين من جيش التحرير الوطني الإفريقي الزيمبابوي بزعامة روبرت موغابي. تم تجنيد أخاها الأكبر بيتر ، وهو الآن صحفي ومؤلف ، لقتال المتمردين في صفوف شرطة جنوب أفريقيا البريطانية. كما قُتلت أختها الأكبر سنا ، جاين ، في عام ١٩٧٨ عندما وقعت هي وخطيبها في كمين للجيش.

بعد انتهاء الحكم الأبيض في عام ١٩٨٠ ، وفوز موغابي في الانتخابات كرئيس للوزراء لما يسمّى بزيمبابوي الآن، غادر بعض البيض البلاد. لكن غودوين بقيت ، وأصبحت مذيعة راديو معروفة في إذاعة الدولة، واستضافت لاحقًا البرنامج التلفزيوني الصباحي “AMZimbabwe” مع شركة زيمبابوي للبث الإذاعي.

لكن بحلول أواخر التسعينيات ، أصبحت وظيفتها محفوفة بمخاطر متزايدة اذ كانت حكومة موغابي قد أصبحت أكثر استبدادية وفسادا. بدأت حركة معارضة بقيادة نقابيين مدعومين من بعض البيض في التبلور ، وشعرت غودوين بالانجذاب نحوها على نحو متزايد كما تقول في مقابلة مع غلوبال جورناليست: “شعرت أنه سوف يكون عملا غير مسؤول اذا لم أقل أو أفعل شيئا بما أنني كنا في منصب عام”.

عندما أخبرتها مجموعة من الأصدقاء أنهم يعتزمون الذهاب إلى المحكمة للطعن في احتكار شركة زيمبابوي للبث الإذاعي للأثير، عرضت مساعدتها في انشاء أول محطة إذاعية مستقلة في البلاد اذا ما فازوا بالطعن. وفي قرار مفاجئ في عام ٢٠٠٠ ، سمحت المحكمة العليا في زيمبابوي للمحطة بالمضي قدمًا.

تقول: “بينما كنت على الهواء ، أتلقى أحوال الطقس ، وأدردش حول الموسيقى ، جاءت المكالمة الهاتفية من المحكمة – لقد فازوا بالقضية…تابعت البرنامج وفي نهايته أعلنت استقالتي على الهواء وقلت: “أنا آسفة حقاً ، ستكون هذه آخر مشاركة لي مع شركة زيمبابوي للبث الإذاعي “. لم أستطع أن أقول أين كنت سأذهب بعد ذلك لأن الأمر كان لا يزال سراً. في تلك المرحلة، لم نكن نعرف حقًا كيف سنقوم بإنشائها [محطة الراديو] أو ما كنا سنفعله”.

بدأت إذاعة كابيتال أف أم التي سوف تكون قصيرة العمر تبث بعد فترة وجيزة من جهاز إرسال على سطح فندق في هراري. وفي غضون أسبوع ، أصدر موغابي ، الرئيس آنذاك ، مرسومًا بإغلاق المحطة ، وقام الجنود بمداهمة استوديو كابيتال إف أم ، مما أدى إلى تدمير معداته.

في عام ٢٠٠١ ، انتقلت غودوين إلى لندن ، حيث أسس مؤسسو كابيتال أف أم محطة يطلق عليها راديو أس.دبليو أفريقيا لإذاعة الأخبار والمعلومات إلى زيمبابوي عبر الموجة القصيرة. أصدرت حكومة زيمبابوي قرار باعتبارها هي وزملاؤها “أعداء للدولة”. وأصبحت رحلات الزيارة إلى البلاد ، حيث ما زال أهلها المسنون يعيشون فيها ، مسألة محفوفة بالخطر.

أمضت غودوين عدة سنوات مع إذاعة أس.دبليو أفريقيا قبل أن تصبح صحافية مستقلة تتعاون مع عدد من وسائل الإعلام البريطانية. تشغل حاليا منصب محررة الكتب لدى مونوكل ٢٤، وهي محطة راديو على الإنترنت تابعة لمجلة مونوكل. وتستضيف البرنامج الأدبي “لقاء مع الكتاّب” وكثيراً ما تظهر في برامج الشؤون الراهنة في مونوكل ٢٤.

وتحدثت غودوين مع تيودورا أغاريسي من غلوبال جورناليست، عن منفاها من زيمبابوي وعن مشاعرها حيال إطاحة الجيش الزيمبابوي لموغابي العام الماضي. اليكم النص المحرّر للمقابلة:

غلوبال جورناليست: ما مدى صعوبة التكيف مع الحياة في المملكة المتحدة؟

 

غودوين: لقد كان التكيف مثيرا للاهتمام حقًا. أبدو مثل غالبية البريطانيين ، فأنا بيضاء وليس لدي لهجة قوية بشكل خاص، لذلك ينظر الناس إليّ ويظنون أنني بريطانية.

لكنني عندما وصلت إلى هنا لأول مرة ، لم أكن أفهم كيفية عمل شبكة قطار الأنفاق، والتلميحات الثقافية والتاريخية التي نشأ عليها الناس على شاشات التلفزيون ، ولا حتى الفجوة الطبقية الهائلة التي تجدها هنا.

أعتقد ، خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، إنني أدرك تمامًا حقيقة أنني لست بريطانية، لكنني لندنية. إن التواجد في لندن يعني أننا جزء من المدينة ، لكن هذا لا يعني أننا بريطانيون ، وبالتأكيد لا يعني أننا جزء من الناس الذين اختاروا أن ينسحبوا إلى الداخل ويرفضوا بقية العالم كما فعلوا عندما صوتوا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

غلوبال جورناليست:كيف تقيمين حرية الصحافة في زيمبابوي الآن؟

غودوين: بعض كبار السن الذين كانوا يكتبون مقالات شجاعة جدًا ، فهم لا يزالون على مساراهم. نحن بحاجة إلى أن نحيي هؤلاء الذين فعلوا ذلك في الأوقات العصيبة التي كانت تتعرض فيها مكاتب الصحف للتفجير ، عندما كان الصحفيون يختفون ويتعرضون للضرب.

أعتقد أن الأمر أسهل الآن اذ يشعر الناس بجرأة أكبر للتعبير عن آرائهم والتحدث عن ما يجري. سأكون مهتمًة جدًا في الفترة التي سبقت انتخابات [يوليو ٢٠١٨] برؤية كم يسمح لهم في الواقع بالتحدث بحرية ، ولكنني أعتقد أن هناك بعض الصحفيين والمراسلين المذهلين الذين يقومون بعمل ممتاز على الرغم من الكلفة التي يتحملونها في سبيل ذلك.

فيما يتعلق بكيفية تغطية الإعلام الأجنبي لزمبابوي ، فإن الناس لديهم خيار حقيقي. الإنترنت موجود ، والصحف المستقلة تنتشر ، ومن ثم توجد المحطات الدولية مثل قناة الجزيرة ، ومحطة بي.بي.سي ومحطات جنوب أفريقيا.

غلوبال جورناليست: نائب الرئيس موغابي السابق ايمرسون منانجاغوا هو الآن رئيس البلاد. كان قد خدم وزيراً لأمن الدولة في الثمانينيات ، عندما قتلت قوات الأمن ما يصل إلى ٢٠،٠٠٠ مدني. هل تعتقدين أن العودة الآن ستكون آمنة؟

غودوين: لقد زرت البلاد مرتين منذ أن غادرتها، في المرتين باستعمال جواز سفر مختلف لم يعد بإمكاني الوصول إليه. نظرًا لأنني كنت في التلفزيون ، لا يهم ما هي الأسماء الموجودة في جواز سفرك. يعرفك الناس من التلفزيون.

أنت تعتمدين بشكل أساسي على حسن نية ضابط الهجرة ، وعليك فقط أن تأملين ألا يكون شخصًا ما على علم بما كنت تعملين من قبل أو إذا كان على علم به ، فهذا أمر لا مشكلة معه لديه.

كما كتب أخي في إحدى مذكراته ، وصل يوما الى المطار و سأله ضابط الهجرة: “هل تربطك علاقة قرابة مع جورجينا؟”

أعتقد أنه حاول عدم الرد ، لكن الضابط قال بهدوء: “أرجوك أخبرها أننا نستمع إليها كل يوم”.

السؤال الآن ، في ظل التغيير في الحكومة ، هو هل سأكون موضع ترحيب؟ ما زلت أتحدث بصراحة عما أفكر به. ليس لدي أي عداوة شخصية تجاه [الرئيس] ايمرسون منانجاغوا ، لكنني أعتقد أن ما جرى في عهده بالوزارة كان إجرامياً. كانت إبادة جماعية.

لست متأكدًة من أنه سيرحب بي في البلد الذي يتحكم فيه هذا الرجل الآن. لكن أشعر بالكثير من التفاؤل في مستقبل البلاد. نحن الآن في وقت أصبح فيه للزيمبابويين خيارًا حقيقيًا وآمل أن ما يفعلونه هو ليس شيء يتم إملائه من قبل التاريخ وأن لا يصوتوا فقط لأنهم كانوا دائمًا مؤيدين لحزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية (الحاكم).

الجيل القادم لديه شيء يقدمه ويمكن أن يأخذنا في اتجاه مختلف. لقد عانى الكثير من الزيمبابويين في ظل النظام ، وأخيرا ، يمكن للجميع أن يستمتعوا بثمار جهود الأشخاص الذين كافحوا بجد ، وليس فقط الصحفيين ، وليس فقط زملائي ، بل كل الناس الذين قاتلوا ضد الفساد العميق واللامبالي بالناس والأشخاص المسؤولين عنه.

https://www.indexoncensorship.org/2018/06/project-exile-zimbabwean-broadcaster-grapples-with-post-mugabe-era/

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]

اسحق كاراكش: الصحفي الذي سجن لتغريده عن عملية عفرين التركية

[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=””][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]İshak Karakas (Photo: Ahmet Tulgar)[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

يستيقظ عادة اسحق كاراكش ، رئيس تحرير صحيفة “هالكين نابزي” الأسبوعية في إسطنبول، باكرا في الصباح. وهو عادة ما ينهض قبل الفجر ويمشي لمسافة طويلة مع مجموعة من الأصدقاء في الحي ، قبل أن يعود بحلول الساعة الثامنة صباحا. عند هذا الوقت، يبدأ في قراءة أخبار اليوم وهو يتناول وجبة الإفطار يونشر تغريدات انفعالية عن أخبار الصباح.

في ٢٠ يناير / كانون الثاني ، شن الجيش التركي عملية واسعة في منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا ، بذريعة أن القوات الكردية في المنطقة هي امتداد لحزب العمال الكردستاني ، الذي تصنّفه تركيا كمنظمة إرهابية. كاراكش، مثل كثيرين آخرين على تويتر، أطلق انتقادات ضد التوغل العسكري التركي، وقد فعل ذلك باستخدام حسابishakkakarakas ، الذي أغلقه منذ ذلك الحين ابنه ومحاميه أوكور كاراكش.

تساءل يومها كركاش متوجها الى السياسيين في تركيا: “لا توجد عصابة واحدة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في عفرين. لماذا تنشرون هذه الأكاذيب؟”. كان قادة البلاد قد زعموا أن القوات الكردية في سوريا هم في الواقع من مقاتلي داعش. كما كتب كركاش: “لا تصدقوا دعاية التلفزيون حول عفرين”، متوجها لزملائه المواطنين في تغريدة أخرى. كما أعاد تغريد منشورا يقول أن مدنيين قد قتلوا في المنطقة على يد الجيش التركي.

بعدها، أتت القوات الأمنية الى منزله. “كان الوقت حوالي منتصف الليل. كان أبي نائمًا ولم أكن في المنزل ، لكن والدتي كانت هناك. جاء ضباط الشرطة وقرعوا على الباب. وقالوا  أنه لديهم مذكرة تفتيش”، يقول أوكور كاراكش وهو محامي دفاع مقره في اسطنبول. تم القبض على والده في ٢٦ يناير بتهمة “نشر دعاية إرهابية” عبر تويتر. وهو يقبع الآن في سجن “سيليفري” ، ولم يصدر قرار ظني بحقّه بعد.

بلد بلا روح للدعابة

بالتأكيد لم يكن كاراكش الوحيد الذي شعر بغضب الدولة التركية وهي في حالة حرب. طبقاً لوزارة الداخلية التركية ، حتى ٢٧ فبراير / شباط ، احتجزت الشرطة ٨٤٥ شخصاً بسبب انتقادهم للعمليات العسكرية في عفرين (أو “نشر دعاية منظمة إرهابية” بحسب تعبير الوزارة المفضّل) والتي أطلق عليها رسمياً “عملية غصن الزيتون”. لم تفصح الوزارة عن عدد المعتقلين الذين تم توجيه تهم إليهم رسمياً وسجنهم ، ولكن استناداً الى أن جميع الأشخاص الثمانية الذين تم احتجازهم مع كركاش كانوا ، وفقاً لوثائق المحكمة ، قد اعتقلوا ، فان هذا الرقم لن يكون منخفضًا على الأرجح.

ولد كاراكش في ديار بكر في عام ١٩٦٠. وقد أنهى دراسته الابتدائية ثم بدأ بالعمل كمساعد لسائقي الشاحنات في سن الثانية عشرة. وفي عام ١٩٨٩ اضطر إلى الهجرة إلى اسطنبول مثل العديد من الأكراد في ذلك الوقت ، مع زوجته موزيين وابنه البكر أوكور (أزاد).  وولد أطفال الزوجان الآخران ، أوموت وأوفوك ، في المدينة.

“إنه شخص وطني ، وكان دائماً شخصاً ذو ميولاً سياسية” ، يقول عنه ابنه أوكور كاراكش. على الرغم من أنه كان في قطاع الخدمات اللوجستية إلى أن أفلست شركته في أعقاب الأزمة المالية في عام ٢٠٠٠ في تركيا ، كان كاراكش دائما منخرطا في السياسة وكتب أعمدة لصحيفة “أوزغور غوندم” المؤيدة للأكراد والصحيفة الاشتراكية “افرينسيل”.

الحياة في اسطنبول و هالكين نابزي

على الرغم من أنه عمل في التجارة بعد انتقاله إلى اسطنبول ، وجد كاراكش الوقت لإكمال تعليمه الثانوي من خلال التعلم عن بعد. ووفقاً لمحضر استجوابه ، فهو الآن يدرس السنة الثانية من اختصاص علم الاجتماع مع جامعة للتعليم عن بعد[1] في تركيا. كما حرص أن يتمتع أولاده بفرص أفضل في الحياة، فأحدهم محامٍ والآخر طبيب. أصغر أبناءه مسجل حاليا في برنامج جامعي اختصاص هندسة الكمبيوتر.

“حتى قبل أن يصبح صحفياً ، كان دائماً مهتماً بمشاكل البلد”، يقول أحمد تولجار ، الصحفي التركي المخضرم الذي كان ينشر صحيفة هالكين نابزي مع كاراكش لأكثر من ست سنوات. وكان الرجلان قد التقيا في عدة حلقات نفاش واجتماعات قبل أن يبدآن بالعمل سوية بشكل رسمي. عندما خرج كاراكش من قطاع الخدمات اللوجستية وترك تولجار وظيفته اليومية في صحيفة” بيرغون” في النصف الثاني من عام ٢٠٠٠ ، أنشأ الرجلان شركة إعلانات في منطقة مالتيبي في اسطنبول – حيث يتم نشر صحيفة “هالكين نابزي” اليوم.

“إنه رب عائلة. كان يأتي الى العمل بعد مشيته الصباحية ويذهب إلى البيت مباشرة في المساء. في عام ٢٠١٣، قررنا نشر صحيفة محلية جديدة سوية ، وقررنا أنها لن تكون مثل تلك المنشورات المحلية التي تغطي أخبار ولائم رئيس البلدية أو آخر أخبار المتنفذّين في المجتمع “، يقول تولجار.

وهكذا ولدت صحيفة “هالكين نابزي”. بدأ توزيع الصحيفة الأسبوعية على الجانب الأناضولي من اسطنبول بتمويل من الشركات المحلية والبلديات ، وكانت تطبع حوالي ١٠٠٠٠ نسخة. بالنظر إلى رؤية وخلفية مؤسسيها ، فإن تركيز “هالكين نابزي” على الصحافة الرصينة ليس مستغرباً: فالصحيفة تولي استقلالها أهمية قصوى قبل أي شيء آخر، وتقوم بتغطية الشؤون المحلية مع الحفاظ على صلتها بالمواضيع ذات الأهمية الوطنية. وفقاً لتولغار ، فإن سياسة التحرير في هالكين نابزي تُعرَّف بـ “صحافة السلام التي تشمل جميع شرائح المجتمع والتي تستخدم أسلوباً يمكن فهمه من قبل جميع الشرائح الاجتماعية”. لكنه يضيف بسرعة: “تغريدات اسحق لا تعكس سياستنا التحريرية بالطبع “.

رب العائلة

يقول تولجار:”ناهيك عن عدم وضع هذا الرجل في السجن ، يجب عليهم أن يكافئوه لأنه وجد صيغة للسلام في هذا البلد”، ويضيف أن المشاركين في جلسات الصباح مع كاراكش (تولجار ، الذي يسعده النوم في الصباح، ليس واحدا منهم) يأتون من خلفيات سياسية شديدة التنوع وحتى التباين.

يضيف: “إنه رجل سلام. أعتقد أنك تستطيع أن تقول ذلك عن أي شخص ، لكنه أراد أن يكون جندي للسلام. لسوء الحظ، لقد وضعوا هذا الرجل في السجن”. كما يشتكي مازحا أنه اضطر هو وأوكور لتناول الوجبات السريعة في الأسابيع القليلة الماضية. “كان دائما يحضّر الغداء لنا في المكتب. في بعض الأحيان ، يسأل الناس في المبنى عما إذا كان بإمكانهم الحصول على بعض ما يطبخه إذا لم يجدوا شيئًا جيدًا للطلب في يوم معين. “

لكن بالنسبة إلى تولجار ، فإن غياب كاراكش  يعني أكثر من مجرد فقدان وجبة غداء صحية وشهية. عندما أنشأ الاثنان الصحيفة، كانا خلال العامين الأولين في الغالب بمفردهما. “لقد عملنا معا لفترة طويلة ، وبالطبع هذا أمر صعب” ، كما يقول، بقليل من المرارة والعتاب على صديقه لتغريده “بشكل غير مسؤول”.

ما لا يقوله تولجار هو كيف شارك هو وصديقه المسجون الآن الضغط اليومي الناتج عن اطلاق وادارة صحيفة بمفردهما وكيف كان يجب عليهما أن يتصديا للهموم التي تصاحب محاولة إنتاج صحافة رصينة في واحدة من أخطر البلدان لمهنة الصحافة. خاض الرجلان المعركة معا ، واليوم، فان واحد منهما يقبع في السجن.

وحتى إذا أُدين كاراكش ، سيتم إطلاق سراحه في نهاية المطاف لأنه على الرغم من أن تهمة الدعاية يعاقب عليها بالسجن لمدة سنتين، فإن هذه الأحكام عادة ما يتم تعليقها بموجب الإجراءات الجنائية في تركيا ، وفقاً لأوكور كاراكش.

يضيف تولجار “لديه عائلة ضخمة. إنه جد ولديه حفيد آخر على الطريق. وسوف يتزوج أوكور هذا الصيف.”

في السياق التركي الأوسع، حيث يقبع ١٥٣ صحفي في السجن، ٦ منهم حكم عليهم بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط قبل أسبوعين فقط ، فإن امكانية الإفراج عن كاراكش في أول جلسة محاكمة له هو مدعاة لبعض الاطمئنان.

يتريّث تولجار قبل أن يقول بهدوء: “موراد سابونشو من صحيفة جمهورييت ، وهو جوهرة ، أحمد شيخ ، الصحافي العظيم الذي لم يطارد أبدا المصالح الشخصية أو الشهرة ، وأكين أتالاي، هم كلهم في السجن اليوم. عثمان كافالا أيضا يقبع في السجن. هناك الكثير من الأشخاص العظماء في السجن ، فمن المحرج أن أشكو “ياه، صديقي صار له في السجن شهر ونصف.”

https://www.indexoncensorship.org/2018/03/ishak-karakas-imprisoned-tweeting-about-turkey-afrin

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/4″][/vc_column][vc_column width=”3/4″][/vc_column][/vc_row]

بعد وفاة زميلها ، صحافية روسية تخشى العودة إلى وطنها

[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=””][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]

Russian journalist Kseniya Kirillova.[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

هذه المقالة جزء من سلسلة “مشروع المنفى” التي تقوده غلوبال جورناليست، شريكة “اندكس أون سنسرشب”، التي تنشر مقابلات مع صحفيين منفيين من جميع أنحاء العالم.

 

اعتقدت كسينيا كيريلوفا أن إقامتها في الولايات المتحدة ستكون مؤقتة.

عندما غادرت مسقط رأسها في ايكاترينبرغ ، بروسيا في ربيع عام ٢٠١٤ للانتقال إلى سياتل مع زوجها ، وهو مهندس برمجيات أوكراني ، كانت لديها خبرة قليلة في الشؤون الدولية.

لكن كل ذلك تغير مع بدء روسيا في تقديم الدعم العلني للانفصاليين في شرق أوكرانيا ، وفي نهاية المطاف غزت وضمت شبه جزيرة القرم. وقد فوجئت كيريلوفا ، التي كانت تعمل في السابق لدى نوفايا غازيتا ، وهي صحيفة روسية مستقلة معروفة بتحقيقاتها حول الفساد وانتقاد الكرملين، بما حدث. كان لديها العديد من الأصدقاء في أوكرانيا ، وكانت مصممة على بذل كل ما في وسعها لمواجهة ما اعتبرته دعاية روسية لتغذية الحرب.

بدأت الكتابة عن الدعاية الروسية لموقع “نوفي ريجيون”. غالبا ما كان هذا الموقع ينتقد الرئيس فلاديمير بوتين ، وقد تم تأسيسه من قبل صديقها ، الصحفي الروسي الكسندر شيتينين. أسس شيتينين هذا الموقع الأخباري في التسعينيات ، لكنه اضطر إلى ترك الشركة تحت ضغط من الحكومة الروسية في عام ٢٠١٤. ثم أعاد بعد ذلك إطلاق الموقع في أوكرانيا.

لم تكن كيريلوفا على غير دراية بالصعوبات التي يواجها الصحفيون الذين يقومون بتحدي الحكومة الروسية. قُتل ما لا يقل عن ٥٨ صحفياً في روسيا منذ عام ١٩٩٣ ، وفقاً للجنة حماية الصحفيين. ويشمل ذلك العديد من صحفيي نوفايا غازيتا الذين قُتلوا أو ماتوا في ظروف غامضة منذ عام ٢٠٠٠.

كانت كيريلوفا تشعر بالأمان في الولايات المتحدة. ولكن في أغسطس / آب ٢٠١٦ ، عثر على شيتينين ، الذي كان قد وصف بوتين بـ “عدوه الشخصي” ، ميتًا مصابًا برصاصة في رأسه في شقته في كييف. تم العثور على رسالة انتحار بالقرب من جثة شيتينين. لا تعتقد كيريلوفا أن شيتينين قد قتل نفسه ، ولقد فتحت السلطات الأوكرانية تحقيقاً في جريمة القتل.

بعد وقت قصير من وفاة شيتينين ، عثرت كيريلوفا على موقع مؤيد لروسيا على الإنترنت يحتوي على أسماء “متطرفين مناهضين لروسيا”. كان اسمها على القائمة. اذن يبدو أن العودة إلى روسيا ، التي كانت خطرة أصلاً ، قد تكون مميتة لها.

تعيش كيريلوفا ، ٣٣ عاما ، اليوم في أوكلاند ، كاليفورنيا ، وهي تشارك بانتظام في النسخة الروسية من راديو أوروبا الحرة / راديو ليبرتي المدعومة من قبل الولايات المتحدة بالإضافة إلى محطة تي سي إتش الأوكرانية. وتحدثت مع جيون تشوي من غلوبال جورناليست عن وفاة زميلها وجهودها لمواجهة الدعاية في وسائل الإعلام الروسية.

غلوبال جورناليست: كيف أثر الصراع بين روسيا وأوكرانيا عليك؟

كيريلوفا: بدأت كل مشاكلي في روسيا بسبب نشاطي في أمريكا. قبل أن آتي إلى هنا ، عملت لسنوات عديدة … لدى نوفايا غازيتا في فرع الأورال. عشت في مسقط رأسي ايكاترينبرغ. جئت إلى أمريكا عن طريق المصادفة. زوجي ، وهو مواطن من أوكرانيا ، كان لديه عقد عمل مؤقت في الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه ، بدأت الحرب الروسية والأوكرانية في مارس ٢٠١٤.

لقد شكّل ذلك الحدث صدمة حقيقية بالنسبة لي. اعتبرت أنه من واجبي أن أفعل شيئًا ما ، لذا بدأت في تحليل الدعاية الروسية ومخاوف الروس وعقليتهم. كانت الأهمية الأساسية بالنسبة لي هي أن هذه المعلومات قد تساعد في منع الاستفزازات الروسية الجديدة حول العالم.

غلوبال جورناليست: كيف تغيرت الصحافة في روسيا في السنوات الأخيرة؟

كيريلوفا: عندما كنت في روسيا ، كنت أغطي بعض الموضوعات الخطيرة. قبل الحرب ، كانت [وسائل الإعلام] الروسية تدافع عن نظام بوتين ، ولكن ليس بشراسة كما هو الوضع الآن. لم يكن من الصعب التحدث عن الحكومة. كان يمكننا [كان يمكن للمراسلين أن يكتبوا عن] الفساد وأن نقول الحقيقة حول المجالات السياسية والاجتماعية وغيرها. كانت سلطات الحكم المحلي مستقلة عن الحكومة الفيدرالية.

في عام ٢٠١٠ ، تغيرت الحكومة في منطقتي. لقد أنشأوا نظامًا موحّدًا وأضافوا منصبا مثل مراقب المدينة الذي عينته الحكومة الفيدرالية. أصبح من المستحيل تغطية أي مشاكل اجتماعية ، لأن كل المشاكل كان لها علاقة بالمسؤولين الحكوميين. أصبح من المستحيل نشر أي مقالات انتقادية.

غلوبال جورناليست : متى سمعت لأول مرة أن الحكومة الروسية كانت تستهدفك انت وألكسندر؟

كيريلوفا: حذرني صديقي المقرب ألكسندر شيتينين ​​من أن كلينا سوف يتهم بالخيانة. كان ذلك في ربيع عام ٢٠١٥. وكانت السلطات الروسية تلقي تلك التهمة حتى على الأشخاص العاديين الذين لم يكن لديهم أي علاقة مع أسرار الدولة ، بمن فيهم ربات البيوت البسيطات والبائعات. أعلنت المحكمة العليا الروسية [نوفا ريجيون] كموقع متطرف فقط لأنه كانت يعمل من أوكرانيا وكان يعارض العدوان الروسي. وهكذا ، أصبحنا رسميا صحفيين نعمل مع مصدر “متطرف”.

باشرت السلطات الروسية بإجراءات جنائية ضد أصدقائي ، والمعارضين الروس من ايكاترينبرغ ، بما في ذلك بسبب تدوينات بريئة على الشبكات الاجتماعية أدانت الحرب. وهكذا ، فهمنا أن قضية جنائية كانت تنتظرنا بالفعل في روسيا.

غلوبال جورناليست: كيف كان شعورك عندما علمت أن ألكسندر قد مات؟

كيريلوفا: كان ألكساندر قد قرر اتباع نفس الخيار الذي اتبعته أنا – أي دعم أوكرانيا كصحفي روسي. قبل وفاته ، فقد معظم أعماله ، ولم يتمكن من زيارة عائلته وأطفاله البالغين في روسيا. حارب الدعاية الروسية وعملاء النفوذ الروسي في أوكرانيا.

لا أعتقد أنه كان انتحارًا. فلقد توفي بعد شهر من اغتيال صحفي معارض روسي آخر في كييف ، بافيل شيريميت. بعد وفاة ألكسندر الغريبة في كييف ، وجدت مقالاً على موقع رسمي للدعاية الروسية تم إزالته فيما بعد. قالت المقالة إن جميع الصحفيين الروس الذين يدعمون أوكرانيا قد يقتلون. كان اسمي في تلك القائمة.

غلوبال جورناليست: ما هو الجزء الأكثر صعوبة في العيش في المنفى في الولايات المتحدة؟

كيريلوفا: لفترة طويلة ، لم يكن لدي حتى تصريح عمل في الولايات المتحدة. كنت أنتظر اللجوء لمدة عامين ، حتى قبل مقتل ألكسندر. كنت أعمل لمدة عامين كمتطوعة ، دون أي راتب. الآن كل شيء على ما يرام ، فلدي تصريح عمل.

لقد فقدت كل شيء بسبب قراري – لا أقصد قرار المجيء إلى هنا ، ولكن القرار في الانخراط في هذا العمل. لكن لم يكن لدي أي أوهام حول هذا الموضوع.

https://www.indexoncensorship.org/2018/02/colleagues-death-russian-reporter-fears-return-homeland/

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]

اليمن: “لا أحد يستمع إلينا

[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=”الصحفي اليمني عبد العزيز محمد الصبري يشرح مخاطر العمل الصحفي في بلده. أجرت المقابلة لورا سيلفيا باتاجليا”][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]

أعضاء من الحركة العمالية الكاثوليكية يشاركون في وقفة شموع في حديقة ونيون سكوير، بنيويورك، من أجل شعب اليمن, Felton Davis/Flickr

أعضاء من الحركة العمالية الكاثوليكية يشاركون في وقفة شموع في حديقة ونيون سكوير، بنيويورك، من أجل شعب اليمن, Felton Davis/Flickr

[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

رغم كل شيء، لا يزال عبد العزيز محمد الصبري  يبتسم. لكنه لا يستطيع ان لا يشعر بالاكتئاب عندما يرى الصور التي التقطت له قبل بضعة أشهر، والتي يظهر فيها وهو يحمل عدسة كاميراته أو يقوم بتثبيت كاميرا فيديو على حاملها الثلاثي القوائم: “لقد صادرها الحوثيون مني. صادروا كل المعدات التي كنت أملكها. حتى لو أردت الاستمرار في العمل، فلن أكون قادرا على ذلك”، يقول صبري.

صبري هو صحافيّ ومخرج ومصوّر يمني من تعز، المدينة التي شكّلت لفترة وجيزة الجبهة الأكثر دموية في الحرب الاهلية الدائرة في البلاد. وقد عمل صبري في أخطر النقاط الساخنة، حيث قام بتزويد وسائل الإعلام الدولية مثل رويترز و سكاي نيوز بالمواد الصحفية والصور الأصلية من جبهات القتال. “لقد أحببت دائما العمل في الحقل”، يقول صبري، ويضيف: “لقد قمت بعمل جيّد ومثمر حقّا منذ بداية ثورة 2011 “.

منذ بداية الحرب، تدهورت بيئة عمل الصحفيين اليمنيين بشكل مضطرد. على سبيل المثال، خضع الصحفي المخضرم يحيى عبد الرقيب الجبيحي لمحاكمة مغلقة حكمت عليه بالإعدام بعد أن نشر مقالات تنتقد المتمرّدين الحوثيين في اليمن. وقد اختفى العديد من الصحفيين أو تم اعتقالهم، وأغلقت وسائل إعلام عديدة، في خلال السنوات القليلة الماضية.

بحسب صبري، “يواجه قطاع الإعلام وأولئك (الصحفيون) الذين يعملون في اليمن آلة حرب تقوم بسدّ كل الأبواب في وجوهنا، فهي تسيطر على جميع  المكاتب المحلية والدولية لوسائل الإعلام. طالت الهجمات والاعتداءات ضدنا 80 بالمئة من الأشخاص الذين يعملون في هذه المهن، من دون أن نشمل الصحفيين الذين قتلوا، كما سجّلت 160 حالة اعتداء وهجوم واختطاف مختلفة. واضطر العديد من الصحافيين إلى مغادرة البلاد للنفاذ بحياتهم مثل صديقي العزيز حمدان البكري الذي كان يعمل لقناة الجزيرة في تعز “.

أراد صبري أن يروي قصته لمجلة إندكس أون سنسورشيب بالتفاصيل “لأنه لم يبق لنا أي شيء هنا باستثناء إدانة ما يجري، حتى لو لم يستمع إلينا أحد”. وصف صبري لنا الترهيب المنهجي التي ترتكبه ميليشيات الحوثيين في منطقته ضد الصحفيين بشكل عام، ولا سيما ضد أولئك الذين يعملون لصالح وسائل الإعلام الدولية: “في تعز تم حتى استخدامنا كدروع بشرية.  تم نقل العديد من الزملاء إلى مستودعات الأسلحة، التي تتعرض للهجوم من قبل التحالف [التي تقوده السعودية دعما للحكومة اليمنية]، من أجل أن يتم اتّهام التحالف بقتل الصحافيين بعد الإغارة على هدف عسكري”.

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/4″][/vc_column][vc_column width=”3/4″][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

هذا النوع من التهديدات هو أحد الأسباب التي تجعل التغطية الصحفية للصراع اليمني صعبة جدا. “في تعز وفي الشمال، بإستثناء أولئك الذين يعملون في تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين والقنوات الموالية لإيران، مثل المنار والعالم، لا يستطيع سوى عدد قليل من الصحفيين العمل من هنا، وهؤلاء (المراسلون) المحليون والدوليون هم يخاطرون بحياتهم بالفعل،” يقول صبري.

“لو نجيت بحياتك ستكون محظوظا، والّا سوف تقع ضحية رصاصة من الميليشيات، أو الاعتداء الجسدي والاختطاف. حتى الأجانب هم غير قادرون على الحصول على تأشيرات بسبب القيود التي فرضتها حكومة [عبد ربه منصور[ هادي والتحالف. العذر الرسمي هو أن الحكومة

“تخاف” على حياتهم، لأنه إذا تم اختطافهم، أو سجنهم أو إذا قتلوا في قصف من قبل التحالف، فسوف تكون الحكومة اليمنية هي المسؤولة”، يقول الصحفي اليمني.

لدى صبري تجربة شخصية بما يتعلّق بالعنف ضد الصحفيين في اليمن. في ديسمبر 2015، أصيب برصاصة في الكتف من قبل قنّاص كان يستهدف رأسه. وفي حادثة أخرى، اختطف صبري وتم احتجازه في مكان سري لمدة 15 يوما، وهو معصوب العينين، و تم تهديده بالقتل والتعذيب.

“لقد اختطفت مرة ثانية، مع زميلي حمدان البكري، مراسل الجزيرة، وسائقنا، في 18  يناير 2016. كنا قد غادرنا للتو منزل أحد الأصدقاء  في طريقنا للعودة إلى مقر اقامتنا، عندما قامت سيارة بقطع الطريق أمامنا. أجبرتنا مجموعة من رجال ملثّمين ومسلّحين على مغادرة السيارة، ثم قاموا بتغطية رؤوسنا واقتادونا إلى مكان مجهول، ربما في مكان ما بالقرب من الجبهة الأمامية، لأنه كان يمكننا أن نسمع بوضوح صوت القذائف المدفعية. في الساعة الثالثة من صباح اليوم التالي، قام الخاطفون بفصلنا عن بعضنا البعض. كانت رؤوسنا لا زالت مغطّاة. لم يسمحوا لي بإزالة عصابة العينين وقالوا لي أنه لو فعلت ذلك، فسوف يقومون بقتلي. ثم جلبوا لي بعض الطعام وتناولته وأنا معصوب العينين. سألتهم عن هويتهم وماذا يريدون، وأجابوا بأنهم مقاتلين من ميليشيا الحوثيين، وبأنني سوف أعلم ما هو المطلوب منّي في الوقت المناسب”.

وتابع صبري: “في اليوم التالي، اقتادوني الى غرفة أخرى لاستجوابي، وقاموا بتكرار ذلك كل يوم على مدى 15  يوما. أيّ كان الشخص الذي قام باستجوابي، فقد اتهمني بالخيانة، و بالتعامل مع الأجانب، واتهمني بأنني مرتزق، وبأنني آخذ الأموال من السعوديين، والإماراتيين، والأمريكيين، والإخوان المسلمين، ناعتا ايّاي والآخرين مثلي بعدوّ اليمن الأوّل. عند نهاية الاستجواب، أعادوني إلى الغرفة و قالوا بأنهم سوف يعدموني. واستمرّوا على هذا المنوال: ذهبوا ثم عادوا مرة أخرى وقالوا بأنهم سوف يقتلونني، كل يوم. عشت جحيما حقيقيا، وكنت أفكر بالموت في كل لحظة “.

حتى هذا اليوم لا يزال صبري يحمل ندوب تلك الـ 15 يوما المروعة: “بعد أن تم الإفراج عني، كانت حالتي النفسية في الحضيض لدرجة أنني توقفت عن العمل وممارسة الصحافة. حتى لو كنت أرغب في المحاولة مرة أخرى، فكيف كان يمكن لي العمل بعد أن قاموا بإتلاف معداتي؟”

صبري ليس لديه الكثير من الإيمان في قدرة ورغبة المجتمع الدولي على المساعدة في تغيير هذه الحالة. يقول: “نحن الصحفيون في اليمن عالقون بين نظامين من الدعاية العسكرية الشرسة: تلك التابعة للحكومة وتلك التي يديرها المتمردون الحوثيون. يضطهد كلا الطرفان الصحفيين الذين يعملون لصالح الطرف الآخر، إلى جانب أنهم لا يعترفون بتاتاً بفكرة الصحافة المستقلة. لا توجد حماية من أي نوع للصحفيين أو للصحافة هنا. بخلاف المواقف المعتادة لممثلي الأمم المتحدة الذين “يعبّرون عن القلق”، لا يوجد أي تدخل حقيقي من الخارج”.

وختم قائلاَ “اعتقد ان المجتمع الدولي يجب أن يلزم كلا الفصيلين بإعطاء الصحفيين حرية الكلام. يجب عليهم الضغط بشدّة للتفعيل الكامل للمادة 19 من القانون اليمني [1990]، الذي يضمن حرية التعبير، ويعارض الرقابة على الصحافة. فبخلاف ذلك، فإن الوضع سوف يبقى على ما هو وسوف تسمعون عنا مرة أخرى، ولكن هذه المرّة كأشخاص قد ماتوا”.

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

أجرت المقابلة لورا سيلفيا باتاجليا، وهي صحفية حائزة على جوائز تغطّي تطوّرات اليمن بشكل منتظم

ظهر هذا المقال أولا في مجلّة “اندكس أون سنسورشيب” بتاريخ ١٩ يونيو/حزيران ٢٠١٧

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row content_placement=”top”][vc_column width=”1/3″][vc_custom_heading text=”100 years on” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2F2017%2F12%2Fwhat-price-protest%2F|||”][vc_column_text]Through a range of in-depth reporting, interviews and illustrations, the summer 2017 issue of Index on Censorship magazine explores how the consequences of the 1917 Russian Revolution still affect freedoms today, in Russia and around the world.

With: Andrei ArkhangelskyBG MuhnNina Khrushcheva[/vc_column_text][/vc_column][vc_column width=”1/3″][vc_single_image image=”91220″ img_size=”medium” alignment=”center” onclick=”custom_link” link=”https://www.indexoncensorship.org/2017/12/what-price-protest/”][/vc_column][vc_column width=”1/3″ css=”.vc_custom_1481888488328{padding-bottom: 50px !important;}”][vc_custom_heading text=”Subscribe” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2Fsubscribe%2F|||”][vc_column_text]In print, online. In your mailbox, on your iPad.

Subscription options from £18 or just £1.49 in the App Store for a digital issue.

Every subscriber helps support Index on Censorship’s projects around the world.

SUBSCRIBE NOW[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]

SUPPORT INDEX'S WORK