يخاطر رواند بحياته بشكل متكرّر من أجل أشخاص لا يعرفهم. فطالب علوم الكمبيوتر البالغ من العمر 25 عاما يعمل بشكل مواز كـ”دليل” صحفي محلّي يساعد المراسلين الأجانب، في أربيل بالعراق. تبعد المدينة مسافة ساعة واحدة فقط عن الموصل، التي يحتلّها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). كان التنظيم قد هدّد في شهر يونيو/حزيران بقتل الصحفيين الذين “يحاربون ضد الإسلام”.
يقول رواند الذي عمل سابقا مع مجلة “فيس نيوز” و “تايم”: “دعونا نتخيّل أن داعش أتت إلى أربيل، فأول الناس الذين سوف يبحثون عنهم هم الأدلّاء الصحفيون”. ويضيف “بعد كل تقرير فإن الدليل يبقى في البلاد، في حين أن لدى المراسل جواز سفر أجنبي ويمكنه أن يغادر” البلاد عندما يشاء.
ويقوم الأدلّاء بتوّلي الخدمات اللوجستية للمراسلين الأجانب، بما فيها الترجمة والتوجيه، ولكنهم يقومون أيضا بالبحث وجمع المصادر، وترتيب المقابلات، والذهاب إلى الخطوط الأمامية. معظمهم هم من العاملين لحسابهم الخاص، وهم معرّضون بشدّة للتهديدات والأعمال الانتقامية، خاصة عندما يغادر زملاؤهم الأجانب. فطبقا لمنظمة روري بيك تروست، وهي منظمة تدعم العاملين لحسابهم الخاص في جميع أنحاء العالم، فإن عدد الصحفيين المحليين المستقلين الذين يتم استهدافهم بسبب عملهم في مساعدة الإعلام الدولي قد ازداد بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
تقول مولي كلارك، مديرة الاتصالات في روري بيك: “إن غالبية طلبات المساعدة تأتينا من الصحفيين المحليين المستقلين الذين يتعرضون للتهديد أو الاحتجاز أو السجن أو الاعتداء أوالإبعاد القسري بسبب عملهم”. وتضيف “نحن نقوم بشكل منتظم بدعم أولئك الذين يتم استهدافهم بسبب عملهم مع وسائل الإعلام الدولية. ففي هذه الحالات يمكن أن تكون العواقب مدمرة وطويلة الأجل – ليس فقط بالنسبة لهم ولكن لعائلاتهم أيضا “.
وتفيد لجنة حماية الصحفيين أن 94 “من العاملين في الإعلام” كانوا قد قتلوا منذ 2003، العام الذي بدأت فيه لجنة حماية الصحفيين بتصنيف الأدلّاء في خانة منفصلة تقديرا منها لأهميتهم المتزايدة في التقارير الإخبارية الأجنبية. وفي حزيران / يونيو من هذا العام، أضافة لجنة حماية الصحفيين زبي الله تامانا، وهو صحفي أفغاني مستقلّ يعمل كمترجم لإذاعة إن.بي.أر في الولايات المتحدة، إلى قائمة أولئك الذين قتلوا في تفجير استهدف قافلة كان يتنقّل معها في أفغانستان