NEWS

الصحافة الرصينة وابتلاع طعم وسائل التواصل الاجتماعي
إن زرّ الإعجاب على وسائل التواصل الاجتماعي، والصور الترفيهية، والهوس بالتفاعل الفوري كلّها جزءً من الضغوطات التي تواجههَا الصحافةُ الجدّية، يكتب ريتشارد سامبروك
12 Jan 18
A member of the audience takes a photo of Donald Trump during a rally in Reno, Nevada during his campaign run, Darron Birgenheier/Flickr

A member of the audience takes a photo of Donald Trump during a rally in Reno, Nevada during his campaign run, Darron Birgenheier/Flickr

[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=”إن زرّ الإعجاب على وسائل التواصل الاجتماعي، والصور الترفيهية، والهوس بالتفاعل الفوري كلّها جزءً من الضغوطات التي تواجههَا الصحافةُ الجدّية، يكتب ريتشارد سامبروك”][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]

حد أفراد الجمهور يأخذ صورة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال تجمع في رينو، نيفادا، خلال حملته الانتخابية, Darron Birgenheier/Flickr

حد أفراد الجمهور يأخذ صورة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال تجمع في رينو، نيفادا، خلال حملته الانتخابية, Darron Birgenheier/Flickr

[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

الصحافة الرصينة تختنق، فهي يتم التضييق عليها من جهتين، الأولى تتمثّل بالضغوطات الناجمة عن السعي الحثيث وراء الأرباح التجارية، والثانية، بالإلحاح على سرعة النشر والطلب على إذاعة الآراء الصريحة، والإصرار على إحداث تأثير في عالمنا على مدى ٢٤ ساعة، وسبعة أيام في الأسبوع. نماذج الأعمال المتبّعة سابقا تفشل اليوم، ولكن مع ذلك لا يوجد هناك بديل واضح بعد للتقارير الإخبارية الجدّية يمكنه موازنة المصلحة العامة مع يطلبه الجمهور من محتوى مثير.

لقد قوّضت شبكة الإنترنت هيبة الصحافة والثقة بها، وجذبت القرّاء والإعلانات بعيدا منها وألهت الجمهور عن طريق الأخبار المبالغ بها والمضخّمة، والمواضيع السطحية، وبالطبع، عن طريق الأخبار المزيّفة  “Fake news”. على أن المعلومات الموثوق بها تظلّ العملة الأساس  للديمقراطية السليمة، ولكن هذه العملة اليوم قد فقدت قيامها، ونحن جميعا ندفع الثمن.

انظروا إلى الولايات المتحدة. منذ إلغاء مبدأ التوازن في التغطية إبّان حكم الرئيس الراحل رونالد ريغان في عام 1987، الذي كان يجبر المحطّات الإذاعية أن تكون عادلة ومتوازنة في التغطية الإخبارية، أدّت النزعة الحزبية في الإعلام الأمريكي المرئي والمسموع الى خلق مستوى عالي من الاستقطاب، ممّهدة الطريق لانتخاب الرئيس الشعبوي الحالي. فقياسات حجم الجمهور المشاهد    “Ratings”أصبحت المعيار الأساسي في اجتذاب الإعلانات، في حين أن هذه القياسات بدورها تعتمد على التضخيم والمبالغة. ودفعت الدراما التي رافقت حملة دونالد ترامب الانتخابية بعدد المشاهدين الى مستويات أعلى وأعلى اضطرادا، ومعها الإيرادات من الإعلانات. في حينه، صرّح المدير التنفيذي لشبكة سي.بي.إس CBS ليزلي مونفيس قائلا: “ان [ترشيح ترامب] قد لا يكون أمرا جيّدا بالنسبة لأمريكا، ولكنه أمرا ممتاز جدّا لـ سي.بي.إس!”

ان الجدار الذي كان يفصل ما بين الجانب التجاري والجانب التحريري من العمل الصحفي هو في طور الانهيار. فمثلا، يُعوَّل على ما يسمّى بالإعلانات المُضمنة (أي التي تشبه من حيث الشكل المحتوى الأصلي للموقع Native Ads)، وهي دعاية متنكّرة في شكل محتوى صحافي – لتكون بمثابة المنقذ التجاري الجديد للناشرين، من منصة بوزفيد  إلى صحيفة النيويورك تايمز. إذا كان القرّاء لن يلاحظون ولن يكترثون، فهل يهم ما إذا كانت ما كنا نسمّيها إعلانات تبدو اليوم كأنّها أخبارا؟ ليس دائما، ولكن عندما تختلط العلاقات العامة، والإعلانات، والنشاط السياسي والترفيه جميعها مع الصحافة، فإن هذا يفتح الباب للاستغلال ولظاهرة “الأخبار المزيفة” المخيفة كما رأيناها خلال الأشهر القليلة الماضية.

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/4″][/vc_column][vc_column width=”3/4″][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

بالفعل، فإن عددا كبيرا جدا من الجمهور لم يعد بإمكانهم التفريق بين كل هذه الفئات من المعلومات، وذلك إلى حد كبير بسبب تواطؤ الشركات التي تملك وسائل الإعلام في الخلط ما بينها. واظهرت دراسة أجريت في جامعة ستانفورد بأن 82٪ من الطلاب لا يمكنهم التمييز بين المحتوى المدفوع الأجر ذات الطابع الاعلاني والأخبار المستقلّة. في المملكة المتحدة، أظهر مسح أجرته يوجوف YouGov لصالح القناة الرابعة بأن 4٪ فقط من المستطلعين تمكّنوا من التمييز بشكل قطعي بين الأخبار الحقيقية والأخبار المزيّفة.

تتحمل وسائل التواصل الاجتماعي وعمالقة التكنولوجيا جزءا كبيرا من المسؤولية. مؤخرا اعترف جونا بيريتي، المؤسس المشارك لبوزفيد وهافينغتون بوست، بأن السلوك عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد غيّر وسائل الإعلام إلى الأبد. وبالنسبة له، أصبحت مشاركة الروابط هي المقياس الرئيسي الذي يعكس قيمة المستخدم، وشركته تعمل على أساس قياس وتشجيع المحتوى الذي تتم مشاركته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

من الواضح أن هذه المقاربة أثبتت نجاحها الباهر للعديد من منصات وسائل التواصل الاجتماعي. لكن المشكلة تكمن في أن حجم مشاركة المحتوى هي مؤشر جيد لقيمة الاستهلاك ولكنه ليس مؤشرا جيّدا لقيمة المواطنة.  فالمشاركة تكافئ عوامل الاجتذاب مثل التضخيم والمبالغة على حساب المصداقية، وتشجّع الاقتصاد القائم على الـ”كليكبايت” (اجتذاب متصفحي الويب للنقر على الروابط) حيث لا يهم ما إذا كان هناك المحتوى صحيحا أم لا، طالما يقوم المتصفّح بالنقر عليه، مما يسمح للمعلنين بأن يستغلّوا فضول الناس.

على هذا النحو، قد تجذب كذبة مقدّمة بشكل أخّاذ مليون مشاهدة، قبل ان تظهر حقيقتها. كان يقال يوما في عالم الصحافة “إذا كنتَ سبّاقا ولكن مخطئا فأنت لستَ سبّاقا على الإطلاق.” أما اليوم، إذا كنتَ أحد المراهقين المقدونيين الذين يعملون في تزييف الأخبار من أجل جني العائدات من الإعلانات، فأنتَ لن تكترث.

ان الاقتصاد الجديد للمعلومات الذي يفضّل التضخيم والفورية على حساب الموثوقية أو الدقة قد قام بتسميم النقاش العام وترك العديد من المواطنين محتارين وغير قابلين على فهم كيف تدار الأمور في العالم.

إذن، ما الذي يجب القيام به؟ المشكلة هي أن  عملاقي الإنترنت الأساسيين – أي الفيسبوك وغوغل – اللذان يهيمنان حاليا على كيفية وصولنا الى المعلومات عن العالم، قد أصبحا كيانين عالمين وإلى حد كبير هما غير خاضعين للمساءلة خارج إطار مساهميهما. وبطبيعة الحال، فأن مجلس إدارة كلّا من هاتين الشركتين منصبّ على تحقيق الأرباح الضخمة قبل أي شيء آخر، بما في ذلك المسؤولية الاجتماعية الأوسع. ومع ذلك، هناك دلائل على أن كلاّ منهما هو في طور الاستجابة للأزمة بسبب شعوره بالضرر اللاحق بالعلامة التجارية له، وذلك عبر البدء باستئصال الأخبار المزيّفة، وتحسين الخوارزميات في منصّته، ودعم برامج التوعية الإعلامية والمساعدة على البحث عن نموذج اقتصادي جديد للصحافة. قد تخفّف هذه الإجراءات بعضا من الضغط الكبير الواقع على الصحافة الرصينة، ولكن لا يزال الطريق طويلا للوصول الى برّ الأمان.

يقترح البعض انشاء المزيد من وسائل الأعلام العامّة المموّلة من قبل مؤسسات لا تبغي الربح. ولكن مثل هذه المبادرات عادة ما تكون على نطاق صغير، وغير مستدام على المدى الطويل، وهي تجربة يصعب استنساخها في تلك البلدان التي ليس لديها قطاع خيري قوي.

تم أيضا اطلاق مبادرات جديدة من قبل وسائل الإعلام الكبيرة مثل خدمات فحص الوقائع، والالتزام بالصحافة “البطيئة”، مثلا من قبل هيئة الإذاعة البريطانية، وهو ابتعاد متعمد من الضغوط الفورية على تويتر نحو مقاربة مطوّلة وأكثر عمقا للأخبار. هذه خطوات مرّحب بها، ولكن في الواقع، فإن المنظّمات الكبيرة ذات التمويل العام وحدها لديها القدرة على القيام بها.

هناك اجماع عام بأن وسائل الإعلام الرقمية قد تطوّرت بشكل أكبر من قدرة معظم الناس على استيعابه. لذا، فإن فإنه من المهم تجديد الالتزام بالتوعية الإعلامية – أي فهم ونقد وسائل الإعلام على نطاق أوسع. فمن الضروري مساعدة الناس على الانخراط بالتفكير النقدي وتمييز الفرق النوعي بين تغريدة عابرة ومقالة موّثقة جيدا تنشرها وسيلة اعلام خاضعة للمساءلة، وان كان ذلك ينطوي على عملية طويلة الأجل.

حتى يحصل ذلك، سوف نحصل على نوعية الصحافة التي نستحقها. فقم بالتفكير مرتين قبل أن تنقر على “أعجبني” على عنوان مثير من مصدر لا تعرفه – ففي كل مرة تفعل ذلك، فإنك تساهم في تكوين البيئة الإعلامية حواليك. قم أيضا بالاشتراك في وسيلة إعلامية رصينة تختارها، لأن الصحافة النوعية تحتاج الى المال. وبنفس القدر، خذ وقتك، فعندما يتعلق الأمر بفهم العالم، فإن السرعة هي فضيلة مشكوك فيها.

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

ريتشارد سامبروك هو أستاذ الصحافة في كلية الصحافة في جامعة كارديف، والمدير السابق لهيئة الإذاعة البريطانية

ظهر هذا المقال أولا في مجلّة “اندكس أون سنسورشيب” بتاريخ 12 أبريل/نيسان 2017

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row content_placement=”top”][vc_column width=”1/3″][vc_custom_heading text=”The big squeeze” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2F2017%2F12%2Fwhat-price-protest%2F|||”][vc_column_text]The spring 2017 issue of Index on Censorship magazine looks at multi-directional squeezes on freedom of speech around the world.

Also in the issue: newly translated fiction from Karim Miské, columns from Spitting Image creator Roger Law and former UK attorney general Dominic Grieve, and a special focus on Poland.[/vc_column_text][/vc_column][vc_column width=”1/3″][vc_single_image image=”88803″ img_size=”medium” alignment=”center” onclick=”custom_link” link=”https://www.indexoncensorship.org/2017/12/what-price-protest/”][/vc_column][vc_column width=”1/3″ css=”.vc_custom_1481888488328{padding-bottom: 50px !important;}”][vc_custom_heading text=”Subscribe” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2Fsubscribe%2F|||”][vc_column_text]In print, online. In your mailbox, on your iPad.

Subscription options from £18 or just £1.49 in the App Store for a digital issue.

Every subscriber helps support Index on Censorship’s projects around the world.

SUBSCRIBE NOW[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]

By Richard Sambrook

Richard Sambrook is professor of journalism at Cardiff School of Journalism at Cardiff University, and former director of the BBC World Service

READ MORE

CAMPAIGNS

SUBSCRIBE