هناك قاعدة واحدة فقط تحكم عمل الصحفيين في الشيشان: نحن جميعا جزء من ماكينة رمضان قديروف الاعلامية. بعد صعود قديروف إلى السلطة في عام 2007 كرئيس جمهورية البلاد، تحولت وسائل الإعلام الى أداة دعاية شخصية له. كدت أن أفقد عملي مرّة بعد استخدام لقطات في نشرة الأخبار تظهر الرئيس السابق آلو ألخانوف، سلف قديروف. ألخانوف لا غبار عليه سياسيا، ولكن قديروف لا يحبّه. بسبب ذلك، فإنه من الممنوع حتى ذكر اسم ألخانوف. في حالة أخرى، قمت بتسجيل مقابلة مع رجل كان قد تعرض للتعذيب على يد السلطات الشيشانية. بعد انتهاء المقابلة، اضطر الرجل إلى الفرار من البلاد لضمان سلامته. أنا لا أزال أعتقد ان ذلك كان بسببي.
الصحفيون هنا يعرفون الآن ما الذي يمكنهم وما الذي لا يمكنهم كتابته من أجل حماية أنفسهم. ولكن للأسف، ما يسمح بكتابته هو قليل جدّا. فالموضوع الرئيسي لأي خبر يجب أن يكون قديروف وعائلته وأقاربه. لا توجد تقريبا أي قصة منشورة في وسائل الإعلام الشيشانية لا تأتي على ذكر اسم قديروف. فقد تشير إلى رئيس الشيشان نفسه؛ أو أبوه، الذي اغتيل في عام 2004؛ أو أمه، التي ترأس مؤسسة خيرية؛ أو زوجته وأطفاله. هذا هو الحال بالنسبة لكافة الأخبار المنشورة، من السياسة إلى الرياضة.
على سبيل المثال، قد يشير عنوان خبر الى حضور قديروف بروفة فرقة رقص، أو تكريمه لفنانين أو تسليمه لأحد العازفين المنفردين مفاتيح لسيارة أو حتى شقة لمكافأته. قد يقول خبر أخر أن قديروف حضر بطولة فنون القتال المختلطة السنوية في غروزني أو زار مستشفى
لتوزيع مغلفات تحتوي على المال إلى المرضى. المناسبة الوحيدة التي لا يتم فيها ذكر رئيس الشيشان في الأخبار قد تكون نشرة الطقس.
في هذه الأثناء، يستخدم التلفزيون ليس فقط كأداة دعائية بل أيضا كأداة للترهيب. المواد التي
تبدو بأنها الأكثر متابعة هي تلك التي تظهر الناس يعتذرون لقديروف بعد قيامهم بانتقاد السلطات. يحدث هذا عادة على هذا المنوال: يقوم أحدهم على شبكات التواصل الاجتماعية بالشكوى حول عمل السلطات، أو يتحدّث عن الفساد، وحجب الرواتب أو الاختطاف الخ. ترى السلطات هذا