NEWS

مرابطون في منطقة حرب
تحدّثت لورا سيلفيا باتاجليا مع صحافيين عراقيين بقوا في الموصل تحت القصف لتشغيل إذاعة الغد لإلقاء الضوء على عملهم وتجربتهم
09 Jan 18
Iraqi Kurdistan military forces, the Peshmerga, replace an ISIS flag with the Kurdish flag near Mosul, Iraq, Kurdishstruggle/Flickr

Integrantes de los Pershmerga, las fuerzas armadas del Kurdistán Iraquí, reemplazan una bandera del Estado Islámico por la bandera kurda en las inmediaciones de Mosul, Irak. Kurdishstruggle/Flickr

[vc_row][vc_column][vc_custom_heading text=”تحدّثت لورا سيلفيا باتاجليا مع صحافيين عراقيين بقوا في الموصل تحت القصف لتشغيل إذاعة الغد لإلقاء الضوء على عملهم وتجربتهم”][vc_row_inner][vc_column_inner][vc_column_text]

عناصر من قوات البشمرجة الكردية في العراق يقومون باستبدال راية تنظيم داعش بالعلم الكردي قرب الموصل بالعراق, Kurdishstruggle/Flickr

عناصر من قوات البشمرجة الكردية في العراق يقومون باستبدال راية تنظيم داعش بالعلم الكردي قرب الموصل بالعراق, Kurdishstruggle/Flickr

[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

دفع أحمد (اسم مستعار) حياته ثمنا لـ “جريمة” التحدّث مباشرة من الموصل لإذاعة الغد قبل عام مضى. قام أحمد خلال المقابلة بصبّ جام غضبه على تنظيم داعش، الذي كان قد احتلّ جزءا من وسط العراق وأعلن الموصل عاصمة للجزء العراقي من دولته الإسلامية في عام 2014.

قال أحمد حينها “سننتظر ان يخلصنا الجيش العراقي من جرائمهم. إن لم يحدث هذا، سوف نفكر بتنظيف المدينة بأنفسنا، وسوف نغرقهم بالمساحيق المطّهرة.”

ألقي القبض عليه فورا بعد المقابلة من قبل داعش وبعد بضع ساعات انتشر شريط فيديو يظهر عملية إعدامه. فقد قام تنظيم داعش بقتله من خلال إغراقه في حوض يحوي المسحوق المطهّر ديتول، بعد اتهامه بالكفر والتآمر مع العدو.

عند سرد هذه الحادثة، يكاد الرجل الذي أطلق إذاعة الغد في عام 2014 يختنق بكلماته. ثم يبتلع ريقه، قائلا: “ربّما هذه هي الشهادة الوحيدة من الموصل التي أتمنّى أنني لم أتلقّاها قطّ”.

محمد الموصلي (اسم مستعار) هو مدير هذه المحطة، التي تتّخذ من منزل مجهول مموّه في أربيل مقرّا لها، في كردستان العراق. المفروشات في الداخل بسيطة للغاية. هناك طابق واحد مخصّص للإذاعة وطابق آخر لمحطة التلفزيون، نيناوى الغد. تقع غرفة الأخبار في غرفة المعيشة، والاستوديو في احدى غرف النوم في الطابق العلوي. هناك مطبخ صغير حيث يتناول الفريق (حوالي 15 شخصا) وجباتهم ولديهم قط أبيض هو الضيف الوحيد المسموح به في المبنى.

تم تجهيز الاستوديو بخلفيتان – واحدة لقسم الأخبار، والأخرى لإجراء مقابلات – مع بعض الكراسي. هناك منطقة عازلة للصوت مع زوج من ميكسرات الصوت التي نادرا ما يتركها مدير المحطّة، في قسم الراديو.

يبلغ محمّد الموصلي 28 عاما ولا يفصح للصحفيين عن اسمه الحقيقي، لأسباب أمنية.

يقول: “لا نزال هدفا لهم بسبب كل فعلناه ونفعله من أجل سكان الموصل. لقد أعطينا ​​صوتا إلى أولئك الذين لم يكن لديهم صوت، وسنواصل القيام بذلك، بكل إخلاص. فإسم محطتنا يعني “نينوى الغد”.

الموصلي مهندس الكتروني، وخريج جامعة الموصل. أمضى جزءا من حياته المهنية كمساعد تدريس في جامعة دنفر ويتحدث الإنجليزية بطلاقة. ظهرت داعش في حياته من قبيل المصادفة تقريبا. يقول: “كنت قد عدت للتو الى الموصل عازما البقاء لمدة أربعة أشهر، قبل العودة إلى الولايات المتحدة، عندما احتلّت داعش المدينة، مما اضطررني الى الهرب إلى أربيل “.

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/4″][/vc_column][vc_column width=”3/4″][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

ظهرت الإذاعة على الفور بعد ذلك. فبسبب اضطراره إلى البقاء في اربيل، قرّر أن يفعل شيئا ملموسا

لمساعدة مواطنيه. يقول: “فهمت أنه كان علي أن أفعل شيئا…لم يكن لدي أي أي خبرة في الموضوع ولكنني أنشأت شركة اتصالات. بدأنا بالبث في مارس/آذار 2015، بعد أن بدأت التبرّعات تصل من بعض المنظمات غير الحكومية وبعض السياسيين المنفيين من الموصل “.

تمثّلت أولى الصعوبات التي واجهوها باضطرارهم الى تغيير الترددات في كثير من الأحيان، لإخفائها أو تفادي حجبها من قبل داعش. يقول الموصلي: “في البداية، كانت لدينا قناة واحدة فقط. ثم بدأنا في تغييرها باستمرار كل أربعة إلى خمسة أيام لكي نتفادى الرقابة…منذ ذلك الحين، تلقّى مذيعو محطّة الغد 45 شهادة في شكل مقابلات طويلة وحيّة والمئات من المكالمات الواردة إلى المحطة الإذاعية، وطلبات للحصول على مساعدة، وروايات شهود العيان”.

خلال الحصار، عملت المحطة الإذاعية أيضا بمثابة وسيلة لتحديد موقع العديد من المدنيين، ومعرفة أوضاعهم، وما كان يحدث في المناطق المحاصرة وطبيعة الأعمال العسكرية الذي كانت تقوم بها داعش. في بعض الحالات، كان دورها حاسما في كشف آثار عمليات القصف من قبل التحالف وخاصة تلك التي تسبّبت بأعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين. اليوم، بعد تحرير الموصل من قبل الجيش العراقي، في عملية خلّفت أكثر من 40،000 من القتلى المدنيين، يواصل مذيعو ومراسلو راديو وتلفزيون الغد العمل في جمع روايات شهود العيان على الأرض.

حسن عمر الحسيني هو أحد هؤلاء الذين تلّقوا شخصيا العدد الأكبر من تصريحات شهود العيان خلال الأيام الطويلة لحملة تحرير الموصل، بالإضافة إلى تلك التي وردت عبر الراديو.

“اتصل بنا أبو أحمد من الموصل وكان خائفا للغاية” يقول الحسيني. ” كان يمتلك متجرا بجانب ضريح النبي يونس والمسجد الذي يحمل نفس الاسم (في منطقة النبي يونس)، والتي تم تفجيرها من قبل داعش. فقد متجره في تلك اللحظة، وأخبرنا على الهواء كيف حدث ذلك…فقد قدمت ستة عشر شاحنة بيك اب سوداء مع نوافذ داكنة اللون مظلمة وأحاطت بالضريح المقدّس ثم خرج منها حوالي 100 من رجال داعش المسلحين بالرشاشات والقنابل يدوية. في البدء قاموا بنهب الموقع بشكل كامل، ثم قاموا بتفجيره باستخدام الديناميت. احترق متجره في سحابة كبيرة من الدخان”.

وحصل الحسيني أيضا على رواية شاهد عيان من شخص يدعى أبو محمّد، من سكان حي الجديدة في الموصل وهي منطقة عانت كثيرا من عمليات قصف شديدة العنف. في إحدى هذه العمليات،  لقي ما يقارب 170 مصرعهم في نفس الوقت. يقول الحسيني: “أبو محمد كان قد سئم حد الموت من كافة الأطراف: من داعش الذي وضع سيارات مفخخة أمام هذه المنازل من أجل استخدام المدنيين كدرع بشري، ولكن أيضا من الأميركيين. كان مقتنعا بأن الغارات استهدفت هذه المنطقة من المدينة بشكل أكثر كثافة لأن هذا الحي لم يكن له سمعة طيبة إبّان الاحتلال الأمريكي، فقد كانت معقلا لحزب البعث”.

تتحدّث رويات شهود العيان أيضا عن عمليات الابتزاز، والاختطاف، وأعمال عنف مجهولة الخلفية.

أبو دنيا، وهو والد لإمرأة يافعة في السن، دنيا نبيل أحمد، اتصّل بالمحطّة طالبا المساعدة.  كانت داعش قد اعتقلت ابنته في مستشفى السلام في الموصل، على ما يبدو من قبل مقاتلين كانوا يقومون بدوريات في العنابر. طلب المقاتلون منها الاتصال بزوجها، لإثبات بأنها كانت متزوجة، والإيتاء بشهادة زواجها. منذ ذلك اليوم، لم ير أحد دينا أو زوجها، وترك طفلاهما أيتاما.

يقول الحسيني “بعض القصص كانت لديها نهاية أسعد، إذا صح التعبير”. إحداها هي قصة امرأة كانت تملك صالون تجميل وتم القبض عليها ثلاث مرات من قبل داعش لغرض الابتزاز. سجنت هذه الامرأة لمدة ثلاثة أشهر وطلب منها دفع 35 مليون دينار عراقي (30،000 دولار أمريكي) لكي يتم الافراج. ثم قام رجال الميليشيات بتفجير الصالون. اليوم، أعادت فتح صالونها في الموصل، في المنطقة الجديدة من المدينة، وبدأت حياتها من جديد.

يقول المراسل: “قضيتها مثيرة للاهتمام  جدّا وأعطتني الفرصة، على الأقل هذه المرة، لمتابعة قصّة طويلة، متماسكة والتعرف على هذه المرأة، التي بالنسبة لي في السابق كانت مجرد صوت “.

لم تعطي إذاعة الغد صوتا لسكان الموصل، الذين كان يتم سحقهم من قبل دكتاتورية تنظيم داعش، فحسب، فلقد أعطت أيضا صوتا لرجال التنظيم أنفسهم، من البداية الى النهاية.

“في البداية،” يقول الموصلي، ” كان من الممكن في كثير من الأحيان اجراء نقاشات على تردداتنا مع أشخاصا يدافعون عن عقيدة داعش السياسية و الدينية…ومن أجل تسهيل بث المعلومات والنقاش، كان مقدّمو البرامج لدينا يتظاهرون بأنهم من أنصار تنظيم الدولة الإسلامية.”

مع تقدّم عملية التحرير، تغيّر تركيز القصص التي كانت تجمع من الساحة لصالح إعطاء صوت للناس العاديين. لكن الحسيني يتذكر شهادة حصل عليها من مجموعة من مقاتلي داعش قبضت عليهم وحدات حماية سهل نينوى في الموصل. يقول “قابلت اثنين منهم، مكنّيان بأبو قتيبة وأبو قتادة…كانت مهمّة الأول رجم النساء المتهمّات بالزنا وكان قد بدأ خدمته مع داعش برجم قريبة له. أمّأ الثاني، فكان إماما من المجلس المركزي. كان يزّود خطب الجمعة المكتوبة سلفا لأئمة الجامعين التوأمين. وتناولت الخطب المواضيع التي تهمّ داعش وعقيدتها السياسية: الكفار، المرتدون، وكيفية التعامل مع الشيعة، والجهاد. قال لي أن أي شخص كان يرفض تسليمهم كان يقتل؛ وكان قد قتل بنفسه شخصا عصى الأوامر. كان جدا فخور بذلك.”

ملاحظة: تم تغيير أسماء بعض الأشخاص من أجل سلامتهم.

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

لورا سيلفيا باتاجليا مراسلة منتظمة لمجلة “اندكس أون سنسورشيب” تغطّي تطوّرات اليمن والعراق

*ظهر هذا المقال أولا في مجلّة “اندكس أون سنسورشيب” بتاريخ 14 سبتمبر/أيلول 2017

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row content_placement=”top”][vc_column width=”1/3″][vc_custom_heading text=”Free to Air” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2F2017%2F12%2Fwhat-price-protest%2F|||”][vc_column_text]Through a range of in-depth reporting, interviews and illustrations, the autumn 2017 issue of Index on Censorship magazine explores how radio has been reborn and is innovating ways to deliver news in war zones, developing countries and online

With: Ismail Einashe, Peter Bazalgette, Wana Udobang[/vc_column_text][/vc_column][vc_column width=”1/3″][vc_single_image image=”95458″ img_size=”medium” alignment=”center” onclick=”custom_link” link=”https://www.indexoncensorship.org/2017/12/what-price-protest/”][/vc_column][vc_column width=”1/3″ css=”.vc_custom_1481888488328{padding-bottom: 50px !important;}”][vc_custom_heading text=”Subscribe” font_container=”tag:p|font_size:24|text_align:left” link=”url:https%3A%2F%2Fwww.indexoncensorship.org%2Fsubscribe%2F|||”][vc_column_text]In print, online. In your mailbox, on your iPad.

Subscription options from £18 or just £1.49 in the App Store for a digital issue.

Every subscriber helps support Index on Censorship’s projects around the world.

SUBSCRIBE NOW[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]